استثناء، حتى إن من النبات ما تتجه جذوره نحو المكان الذي به الماء، ولو تغير مكان الماء أخذت الجذور في تغيير اتجاهها نحو مكانه الجديد.
هذه حقيقة طبعية ثابتة في كل الكائنات الحية، لا تحتاج إلى بيان، ولا إلى تعليل، لأن ما جاء على أصله لا يسأل عن علته.
وكل تشريع، أو موعظة تناقض الفطرة والغريزة، إنما تكون إصرا، وتكليفا بغير المستطاع، على أنه يكون نقضا للحياة ذاتها.
وإذا كانت (القوانين) - كما يعرفها (مونتسكيو) : عبارة عن علاقات ضرورية مشتقة من طبائع الأشياء - إذا كانت كذلك فمن المستحيل أن يتخذ قانونا ما يخالف طبائع الأشياء.
فما موقف المسيحية من (طبيعة السعىِ للرزق) ؟
يجيبنا إنجيل متى: ٦ / ٢٨) يقول المسيح: لم أنت قلق على ثيابك؟
انظر إلى الزنبق في الحقل كيف ينمو، إنه لا يكدح، ولا يغزل، " لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وما تشربون ".
وفي لوقا ٣/ ١٠: وسأله الجموع: ماذا نفعل؟
فأجاب وقال لهم: من له ثوبان فليعط من ليس له، ومن له طعام فليفعل كذلك.
وفي متى: ٦ / ٢٤) : "لا يقدر أحد أن يخدم سيدين. . لا تقدرون أن تخدموا اللَّه والمال.
وفي كتابه (النبي) الذي كتبه بالإنجليزية في نيويورك جبران خليل جبران يقول: قد طالما أخبرتم أن العمل لعنة، والشغل نكبة ومصيبة"