للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتقديره كمن طبع الله على قلبه؟ ومثله {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَآءَ اليل} [الزمر: ٩] ؟ أي كمن هو كافرٌ جاحداً لربه؟

٦ - الأمر الذي يراد منه التهديد {قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ} [الزمر: ٨] ومثله {اعملوا على مَكَانَتِكُمْ} [الزمر: ٣٩] للمبالغة في الوعيد.

٧ - المجاز المرسل {أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النار} [الزمر: ١٩] ؟ أطلق المسبب وأراد السبب، لأن الضلال سبب لدخول النار.

٨ - الاستعارة {لَّهُ مَقَالِيدُ السماوات والأرض} أي مفاتيح خيراتهما، ومعادن بركاتها فشبَّه الخيرات والبركات بخزائن واستعار لها لفظ المقاليد، بمعنى المفاتيح، ومعنى الآية خزائن رحمته وفضله بيده تعالى.

٩ - الاستعارة التمثيلية {والأرض جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ القيامة والسماوات مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} مثَّل لعظمته وكما قدرته، وحقارة الأجرام العظام التي تتحير فيها الأوهام بالنسبة لقدرته تعالى بمن قبض شيئاً عظيماً بكفه، وطوى السموات بيمينه بطريق الاستعارة التمثيلية، قال في تلخيص البيان: وفي الآية استعارة ومعنى ذلك أن الأرض في مقدوره كالذي يقبض عليه القابض، فتستولي عليه كفه، ويحوزه ملكه، ولا يشاركه غيره، والسموات مجموعات في ملكه ومضموات بقدرته وقال الزمخشري: والآية لتصوير عظمته والتوقيف على كنه جلاله، من غير ذهاب بالقبضة واليمين إلى جهة، لأن الغرض الدلالة على القدرة الباهرة، ولا ترى باباً في علم البيان أدق ولا أرقَّ ولا ألطف من هذا الباب.

١٠ - الكناية {أَن تَقُولَ نَفْسٌ ياحسرتا على مَا فَرَّطَتُ فِي جَنبِ الله} جنبُ الله كنايةٌ عن حقِّ الله وطاعته، وهذا من لطيف الكنايات.

١١ - الالتفات من التكلم إلى الغيبة {لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ الله} والأصل: لا تقطنوا من رحمتي قال علماء البيان: وفي الآية الكريمة {قُلْ ياعبادي الذين أَسْرَفُواْ على أَنفُسِهِمْ} الآية من أنواع المعاني والبيان أمور حسان: منها إقباله تعالى على خلقه ونداؤه لهم، ومنها إضافة الرحمة للفظ الجلالة الجامع لجميع الأسماء والصفات، ومنها الإِتيان بالجملة المعرَّفة الطرفين المؤكدة بإِن وضمير الفصل {إِنَّهُ هُوَ الغفور الرحيم} .

١٢ - توافق الفواصل في الحرف الأخير، وهو نهاية في الروعة والجمال اقرأ مثلاً قوله تعالى {وَنُفِخَ فِي الصور فَصَعِقَ مَن فِي السماوات وَمَن فِي الأرض إِلاَّ مَن شَآءَ الله ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أخرى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ وَأَشْرَقَتِ الأرض بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الكتاب وَجِيءَ بالنبيين والشهدآء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بالحق وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ} ألا تأخذك روعة هذا البيان، برونقه، وجماله، وأدائه، فينطلق لسانك بذكر الرحمن؟!

<<  <  ج: ص:  >  >>