للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمود في رحمانيته، محمود في ملكه، وأنه إله محمود، ورب محمود، وملِك محمود. فله بذلك جميع أقسام الكمال:

كمال من هذا الاسم بمفرده، وكمال من الآخر بمفرده، وكمال من اقتران أحدهما بالآخر. مثال ذلك قوله تعالى: {وَالله غَنِيٌّ حَمِيدٌ} (١)، {وَالله عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (٢)، {وَالله قَدِيرٌ وَالله غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (٣)، فالغنى صفة كمال والحمد صفة كمال، واقتران غناه بحمده كمال أيضاً، وعلمه كمال، وحكمته كمال، واقتران العلم بالحكمة كمال أيضاً.

وقدرته كمال، ومغفرته كمال، واقتران القدرة بالمغفرة كمال، وكذلك العفو بعد القدرة: {إِنَّ الله كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} (٤).

فما كل من قدر عفا، ولا كل من عفا يعفو عن قدرة، ولا كل من علم يكون حليماً، ولا كل حليم عالم في قرن شيء إلى شيءٍ أزين من حلم إلى علم، ومن عفو إلى قدرة، ومن ملك إلى حمد، ومن عزة إلى رحمة: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} (٥).

وفي هذا أظهر دلالة على أن أسماء الرب تعالى مشتقة من أوصاف ومعانٍ قامت به، وإن كل اسم يناسب ما ذكر معه واقترن به من فعله


(١) سورة التغابن، الآية: ٦.
(٢) سورة النساء، الآية: ٢٦.
(٣) سورة الممتحنة، الآية: ٧.
(٤) سورة النساء، الآية: ٤٣.
(٥) سورة الشعراء، الآية: ١٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>