للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمره، والله الموفق للصواب (١).

إذا قال السائل: ((اللهم إني أسألك)) كأنه قال: أدعو الله الذي له الأسماء الحسنى والصفات العُلا بأسمائه وصفاته. فأتى بالميم المؤذنة بالجمع في آخر هذا الاسم، إيذاناً بسؤاله تعالى بأسمائه كلها كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: ((ما أصاب عبداً همٌّ ولا حزنٌ، فقال: اللهمّ إني عبدك ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علّمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك: أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حُزني، وذهاب همّي وغمّي، إلا أذهب الله همّه وغمّه، وأبدله مكانه فرحاً)) قالوا: يا رسول الله أفلا نتعلمهنّ؟ قال: ((بلى، ينبغي لمن سمعهنّ أن يتعلمهنّ)) (٢).

فالداعي مندوب إلى أن يسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته كما في الاسم الأعظم: ((اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت المنّان، بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حيُّ يا قيوم)) (٣).


(١) مدارج السالكين، لابن القيم رحمه الله تعالى، ١/ ٢٤ - ٣٧ بتصرف.
(٢) أخرجه أحمد، ١/ ٣٩١، وأبو يعلى، ٩/ ١٩٨ - ١٩٩، برقم ٥٢٩٧، والحاكم، ١/ ٥٠٩ - ٥١٠، وابن السني في عمل اليوم والليلة، برقم ٣٣٩، ٣٤٠، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، ١/ ٣٣٧.
(٣) أخرجه أبو داود في كتاب الوتر، باب الدعاء، برقم ١٤٩٥، والترمذي في كتاب الدعوات، باب ٩٩، برقم ٣٥٤٤، وابن ماجه في كتاب الدعاء، باب اسم الله الأعظم، برقم ٣٨٥٨، والنسائي في كتاب السهو، باب الدعاء بعد الذكر، برقم ١٢٩٨، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، برقم ١٤٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>