للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والدعاء ثلاثة أقسام:

١ - أن تسأل الله بأسمائه وصفاته.

٢ - أن تسأله بحاجتك وفقرك وذُلِّك فتقول: أنا العبد الفقير المسكين الذليل المستجير، ونحو ذلك.

٣ - أن تسأل حاجتك ولا تذكر واحداً من الأمرين، فالأول أكمل من الثاني، والثاني أكمل من الثالث، فإذا جمع الدعاء الأمور الثلاثة كان أكمل. وهذه عامة أدعية النبي - صلى الله عليه وسلم -.

فالدعاء الذي علّمه صدِّيق الأمة - رضي الله عنه - ذكر الأقسام الثلاثة:

١ - فإنه قال في أوله: ((اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً)) (١)، وهذا حال السائل.

٢ - ثم قال: ((ولا يغفر الذنوب إلا أنت))، وهذا حال المسؤول.

٣ - ثم قال: ((فاغفر لي)) فذكر حاجته، وختم الدعاء باسمين من الأسماء الحُسنى تناسب المطلوب وتقتضيه، ثم قال ابن القيم رحمه الله: وهذا القول الذي اخترناه قد جاء عن غير واحد من السلف. قال الحسن البصري: ((اللهم)) مجمع الدعاء، وقال أبو رجاء العطاردي: إن الميم في قوله: ((اللهم)) فيها تسعة وتسعون اسماً من أسماء الله تعالى. وقال النضر بن شميل: من قال: ((اللهم)) فقد دعا الله بجميع أسمائه (٢).


(١) أخرجه البخاري في كتاب الأذان، باب الدعاء قبل السلام، برقم ٨٣٤، ومسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب استحباب خفض الصوت بالذكر، رقم ٢٧٠٥.
(٢) التفسير القيم لابن القيم، ص٢١٠ - ٢١١ بتصرف يسير جداً.

<<  <  ج: ص:  >  >>