للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من مشاركة المخلوق للخالق في شيء من خصائصه - سبحانه وتعالى -.

وكذلك سمَّى الله نفسه عليماً حليماً، وسمّى بعض عباده عليماً، فقال: {وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ} (١)، يعني إسحاق وسمّى آخر حليماً، فقال:

{فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ} (٢)، يعني إسماعيل، وليس العليم كالعليم، ولا الحليم كالحليم.

وسمَّى نفسه سميعاً بصيراً، فقال: {إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ الله نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ الله كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} (٣)، وسمّى بعض خلقه سميعاً بصيراً فقال:

{إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} (٤)، وليس السميع كالسميع، ولا البصير كالبصير.

وسمَّى نفسه بالرؤوف الرحيم، فقال: {إِنَّ الله بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ

رَّحِيمٌ} (٥)، وسمّى بعض عباده بالرؤوف الرحيم، فقال: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (٦)، وليس الرؤوف كالرؤوف، ولا الرحيم كالرحيم.


(١) سورة الذاريات الآية ٢٨.
(٢) سورة الصافات، الآية: ١٠١.
(٣) سورة النساء، الآية: ٥٨.
(٤) سورة الإنسان، الآية: ٢.
(٥) سورة البقرة، الآية: ١٤٣.
(٦) سورة التوبة، الآية: ١٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>