للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{الزُّجَاجَةُ}، وذلك صدر المؤمن الذي فيه قلبه، كأنه كوكب دُرّيّ)) (١).

وقوله تعالى: {يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ}، وفي تفسيرها أقوال:

١ - قيل: شرقية غربية تطلع عليها الشمس بالغداة، وتغرب عليها، فيصيبها حر الشمس بالغداة والعشي، وهذا أجود لزيتها.

٢ - وقيل: هي شجرة وسط الشجر ليست من الشرق ولا من الغرب.

٣ - وقيل: هي شجرة ليست من شجر الدنيا.

قال الإمام الطبري رحمه الله: ((وأولى هذه الأقوال قول من قال: إنها شرقية غربية، وقال: ومعنى الكلام: ليست شرقية تطلع عليها الشمس بالعشي دون الغداة، ولكن الشمس تشرق عليها وتغرب، فهي شرقية غربية)) (٢).

وقوله تعالى: {نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي الله لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ الله الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَالله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.

والمعنى: هذا القرآن نور من عند الله أنزله إلى خلقه يستضيئون به

{عَلَى نُورٍ} على الحجج والبيان الذي قد نصبه لهم قبل مجيء القرآن، مما يدل على حقيقة وحدانيته، وذلك بيان من الله، ونور على البيان، والنور


(١) جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ١٩/ ١٨٤، بتصرف يسير.
(٢) جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ١٩/ ١٨٧، وانظر: الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي،
١١/ ٢٦١، وتفسير البغوي، ٣/ ٣٤٧، وتفسير القرآن العظيم، لابن كثير، ٣/ ٢٨١، واجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية، ٢/ ٥١، وتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص٥١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>