للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نأتي مسروقًا، فنتعلم من هديه ودَلّه ثم أسند إلى أبي الدرداء رضي الله عنه قوله: " من فقه الرجل: ممشاه، ومدخله، ومخرجه مع أهل العلم " (١).

وعن مالك قال: " أتى نُعَيمٌ المجْمِرُ أبا هريرة رضي الله عنه عشرين سنة " (٢).

و" صحب ثابت البناني أنس بن مالك رضي الله عنه أربعين سنة " (٣).

وقال مالك: " كان الرجل يختلف إلى الرجل ثلاثين سنة يتعلم منه " (٤).

" وكان حامد بن يحيى البلخي ممن أفنى عمره بمجالسة ابن عيينة " (٥).

وقال نافع بن عبد الله: " جالست مالكًا أربعين سنة -أو قال: خمساً وثلاثين سنة- كل يوم أبكر، وأهجّر، وأروح " (٦).


= مجوسي "، قال: " فهل لك أن ترجع لعل الله يهديه على يديك؟ "، قلت: " ترى لي ذاك؟ "، قال: " نعم "، فأتيت أبي، فوجدته مريضًا، فقال لي: " يا بني أي شيء أنت عليه؟ " فأخبرته أني أسلمت، فقال لي: " فأعرض علي دينَك، فأخبرته بالإسلام وأهله، قال: " فإني أشهدك أني قد أسلمت "، قال: فمات في مرضه ذلك، فدفنته، ورجعت إلى الأوزاعي فأخبرته).
(١) " جامع بيان العلم وفضله " (١/ ١٢٧)، ومن مظاهر التأكيد على أن مصاحبة العلماء لا تستقيم حياة المسلم بدونها، قول العلماء: " إذا لم يوجد مفت في مكان ما حرم السكنُ فيه، ووجب الرحيل منه إلى حيث يوجد من يفتيه في أحكام الدين وما ينزل به من نوازل "، كما نقله الدكتور عبد الكريم زيدان في " أصول الدعوة " ص (١٤٧)، ونقل -في نفس الموضع- عن الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى قوله: " فرض على كل جماعة مجتمعة في قرية أو مدينة أو حصن أن ينتدب منهم من يطلب جميع أحكام الديانة أولها عن آخرها، ويتعلم القرآن كله , وما صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من أحاديث الأحكام ... إلخ، ثم يقوم بتعليمهم، فإن لم يجدوا في محلتهم من يفقههم في ذلك كله؛ ففرضٌ عليهم الرحيل إلى حيث يجدون العلماء المجتهدين في صنوف العلم، وإن بعدت ديارهم، وإن كانوا بالصين " اهـ.

<<  <   >  >>