للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال أيضًا: (ما سمعت أحمد بن حنبل سمَّاه قط -يعني علي بن المديني- إنما كان يكنيه تبجيلاً له) (١).

وقال أحمد بن حنبل: (قال لنا الشافعي: " أنتم أعلم بالحديث مني، فإذا صح عندكم الحديث، فقولوا لنا حتى آخذ به ") (٢).

وجاء يحيى بن معين إلى أحمد بن حنبل فبينا هو عنده، إذ مرَّ الشافعي على بغلته، فوثب أحمد يُسَلِّم عليه وتبعه، فأبطأ، ويحيى جالس، فلما جاء قال يحيى: " يا أبا عبد الله كم هذا؟ "، فقال: " دع عنك هذا، إن أردت الفقه فالزم ذَنَبَ البغلة " (٣).

وقال العراقي: " لا ينبغي للمحدث أن يحدّث بحضرة من هو أولى منه بذلك ".

وكان إبراهيم والشعبي إذا اجتمعا لم يتكلم إبراهيم بشيء لسنه (٤).

وقال سفيان الثوري لسفيان بن عيينة: " مالك لا تحدث؟ " فقال: " أمَّا وأنت حيٌّ فلا " (٥) *

وقال أبو إسحاق الجوزجاني: سمعت يحيى بن معين يقول: " الذي يُحدِّثُ ببلد به من هو أولى بالتحديث منه أحمق، وإذا رأيتني أحدِّث ببلد فيها مثلُ أبي مُسْهِر فينبغي للحيتي أن تُحلقَ " (٦).


(١) " تذكرة الحفاظ " (٢/ ٤٢٨).
(٢) " تذكرة السامع والمتكلم " ص (٢٩).
(٣) " مناقب الشافعي " اللبيهقي (٢/ ٢٥٢)، و " سير أعلام النبلاء " (١٠/ ٨٦ - ٨٧).
(٤) " الجامع " للخطيب (١/ ٣٢٠).
(٥) " السابق " (١/ ٣١٨).
(٦) " سير أعلام النبلاء " (١٠/ ٢٣١) وقوله: " فينبغي للحيتي أن تُحْلق " يعني عقوبةً وتعزيرًا، وقد =

<<  <   >  >>