للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سالم أن أخبره بها فما عرَّفته، وكان يحب أن يجد عليه).

قال يحيى: " ما رأيت على رجل خطأً إلا سترتُه، وأحببتُ أن أُزَيِّن أمره، وما استقبلت رجلاً في وجهه بأمرٍ يكرهه، ولكن أبين له خطأه فيما بيني وبينه، فإن قبل ذلك، وإلا تركته ") (١).

وعن سفيان قال: (جاء طلحة إلى عبد الجبار بن وائل، وعنده قوم، فسارَّه بشيء، ثم انصرف، فقال: أتدرون ما قال لي؟ قال: " رأيتك التفتَّ أمسِ وأنت تصلي ").

قال الإمام الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى:

(وإذا كان مراد الرادِّ على العالم إظهار عيبه، وتنقصه، وإظهار قصوره في العلم، ونحو ذلك؛ كان محرمًا، سواء كان رده ذلك في وجه من رد عليه أو في غيبته، وسواء كان في حياته أو في موته، وهذا داخل فيما ذمَّه الله تعالى في كتابه، وتوعَّد عليه من الهمز واللمز، وداخل أيضًا في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " يا معشر من آمن بلسانه، ولم يؤمن قلبه، لا تؤذوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإِنه من يتبع عوراتهم، يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه، ولو في جوف بيته " (٢).

وهذا كله في حق العلماء المقتدى بهم في الدين، فأما أهل البدع والضلالة، ومن تشبه بالعلماء وليس منهم، فيجوز بيان جهلهم، وإظهار عيوبهم تحذيرًا من الاقتداء بهم .. والله أعلم.


(١) " سير أعلام النبلاء " (١١/ ٨٣).
(٢) تقدم تخريجه ص (٢٠).

<<  <   >  >>