للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هو أولى، ولأنه يتفطن لتنبيه الإمام عن السهو ما لا يتفطن له غيره، وليضبطوا صفة الصلاة، ويحفظوها، ويتعلموها، ويعلموها الناس، ولا يختص هذا التقديم بالصلاة، بل السنة تقديم أهل الفضل في كل مجمع إلى إمام، وكبير المجلس، كمجالس العلم والقضاء والذكر والتدريس والإفتاء واستماع الحديث ونحوها، ويكون الناس فيها على مراتبهم في العلم والدين والعقل والشرف والسن والكفاية في ذلك الباب، والأحاديث متعاضدة على هذا " (١) اهـ.

عن حكيم بن قيس بن عاصم أن أباه أوصى عند موته بنيه، فقال: " اتقوا الله، وسوِّدوا أكبركم، فإن القوم إذا سوَّدوا أكبرهم خَلَفوا أباهم (٢)، وإذا سودوا أصغرهم أزرى بهم (٣) ذلك في أكفائهم " (٤).

قال أبو الحسن المدايني: (خطب زيادٌ ذات يوم على منبر الكوفة، فقال:

" أيها الناس إني بتُّ ليلتي هذه مُهْتمًا بخلالٍ ثلاث، رأيت أن أتقدم إليكم فيهن بالنصيحة:

رأيتُ إعظام ذوي الشرف، وإجلال ذوي العلم، وتوقير ذوي الأسنان، والله لا أوتى برجلٍ رَدَّ على ذي علمٍ ليضع بذلك منه إلا عاقبته، ولا أوتى برجل رد على ذي شرف ليضع بذلك من شرفه إلا عاقبته، ولا أوتى برجل ردَّ على ذي شيبة ليضعه بذلك إلا عاقبته، إنما الناس بأعلامهم، وعلمائهم، وذوي أسنانهم ") (٥) اهـ.


(١) " دليل الفالحين " (٢/ ٢٠٩).
(٢) أي: قاموا مقامه في حسن الفعال.
(٣) أي: عيب، واحتقر.
(٤) " صحيح الأدب المفرد " ص (١٤٥).
(٥) " جامع بيان العلم " (١/ ٢٣٤).

<<  <   >  >>