للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال آخر:

إذا لم يكن في السمع مني تَصَوُّنٌ ... وفي بصري غَضٌ، وفي منطقي صمت

فحظي إذًا من صومي الجوعُ والظمأ ... وإن قلتُ: " إني صمتُ يومًا " فما صُمْتُ

وقال الإمام ابن حزم رحمه الله:

(ويُبطل الصومَ أيضًا تعمدُ كلِّ معصية -أي معصية كانت -لا تحاش شيئًا- إذا فعلها عامدًا ذاكرًا لصومه كمباشرة من لا يحل له ... ) إلى أن قال: (أو كذب، أو غيبة، أو نميمة، أو تعمد ترك صلاة، أو ظلم، أو غير ذلك من كل ما حرم على المرء فعله) (١).

وقد استدل بقوله - صلى الله عليه وسلم -: " والصيام جُنَّة، وإِذا كان يومُ صومِ أحدِكم فلا يرفث ولا يصخب " (٢) الحديث.

وبقوله - صلى الله عليه وسلم -: " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " (٣).

وبما رُوي أنه - صلى الله عليه وسلم - أتى على امرأتين صائمتين تغتابان الناس، فقال لهما: " قِيئا "، فقاءتا قيحًا ودمًا ولحمًا عبيطًا، ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: " ها، إِن هاتين صامتا عن الحلال، وأفطرتا على الحرام " (٤).


(١) " على " (٦/ ١٧٧).
(٢) رواه البخاري (١٩٠٤)، ومسلم (١١٥١).
(٣) رواه البخاري رقم (١٩٠٣).
(٤) أخرجه الإمام أحمد (٥/ ٤٣١)، والطيالسي (٢١٠٧) , وقال الهيثمي: " وفيه رجل لم يسم " اهـ. (٣/ ١٧١)، وأشار المنذري في " الترغيب " إلى ضعفه (٣/ ٥٠٧).

<<  <   >  >>