للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على الشر كفاعله، والسعيد من إذا مات ماتت معه سيئاته، قال تعالى: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس: ١٢].

وما من كاتب إلا سيلقى ... غداة الحشر ما كتبت يداهُ

فلا تكتب بكفك غير شيء ... يسرك في القيامة أن تراهُ

وروي عن الإمام أحمد أنه قال: " لحوم العلماء مسمومة، من شمَّها مرض، ومن أكلها مات " (١).

وعن مخلد قال: حدثنا بعض أصحابنا قال: ذكرت يوما عند الحسن بن ذكوان رجلاً بشيء، فقال: " مَهْ! إلا تذكر العلماء بشيء، فيميت الله قلبك ".

لحوم أهل العلم مسمومة ... ومن يعاديهم سريع الهلاك

فكن لأهل العلم عونًا، وإن ... عاديتهم يومًا فخذ ما أتاك

قال الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى:

(واعلم يا أخي -وفقنا الله وإياك لمرضاته، وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته- أن لحوم العلماء -رحمة الله عليهم- مسمومة، وعادة الله في هَتْك أستار منتقصيهم معلومة، لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمر عظيم، والتناولُ لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم، والاختلاف على من اختاره الله منهم لِنَعش العلم خلق ذميم) (٢).

وقال أيضًا رحمه الله: ( .. ومن أطلق لسانه في العلماء بالثلْب؛ ابتلاه الله تعالى


(١) " المعيد في أدب المفيد والمستفيد " ص (٧١).
(٢) " تبيين كذب المفتري " ص (٢٨).

<<  <   >  >>