للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجَبْرية، ثم مُلك عَضُوض " (١) ولا يكون هذا إلا مع قلة الخير، وتكاثر الشر شيئًا بعد شيء (٢)، ويندرج ما نحن فيه تحت الإطلاق.

وعن ابن مسعود؛ أنه قال: " ليس عامٌ إلا الذي بعده شرٌ منه، لا أقول عام أمطرُ من عام، ولا عام أخصبُ من عام، ولا أمير خير من أمير، ولكن ذهاب خياركم وعلمائكم، ثم يحدثُ قوم يقيسون الأمور برأيهم (٣)؛ فيُهدَم الإسلام ويُثلم (٤).

ومعناه موجود في " الصحيح " في قوله: " ولكن ينتزعه مع قبض العلماء بعلمهم؛ فيبقى ناسٌ جهال يستفتون فيفتون برأيهم، فيضلون ويُضلون " (٥).

وقال عليه السلام: " إِن الإِسلام بدأ غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ؛ فطوبى للغرباء. قيل: من الغرباء؟ قال: النُّزَّاعُ من القبائل ".

وفي رواية: " قيل: ومن الغرباء يا رسول الله؟ " قال: " الذين يَصلحون عند فساد الناس " (٦)


(١) أخرجه الدارمي في " السنن " (٢/ ١١٤)، والطيالسي رقم (٢٢٨)، وغيرهما، وانظر: " الصحيحة " رقم (٥)، و " عضوض؛ أي: يصيب الرعية فيه عسف وظلم كأنهم يعصفون عضًا، والعضوض من أبنية المبالغة، وفي رواية: " ملوك عضوض "، وهو جمع عِض بالكسر، وهو الخبيث الشرس، أي: سيئ الخلق، وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه: " وسترون بعدي ملكًا عضوضًا " اهـ.
(٢) وانظر في ترجيح فعل السلف المتقدمين على غيرهم: " مجموع فتاوى ابن تيمية " (٤/ ٩، ١٠، ٢٣، ١٥٧، و ٥/ ١ - ١١، و١١/ ٣٦٦ - ٣٧٣).
(٣) المقصود بالقياس هنا: القياس الفاسد، الذي لا تتحقق فيه شروط الصحة.
(٤) رواه الدارمي (١/ ٦٥)، والطبراني في " الكبير " (٩/ ١٠٩) وغيرهما.
(٥) رواه البخاري رقم (١٠٠)، ومسلم رقم (٢٦٧٣).
(٦) أصله في " مسلم " رقم (٤١٥)، وانظر: " تحقيق الموافقات " (١/ ١٥١).

<<  <   >  >>