للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن أبي إدريس الخَوْلانيِّ: " إن للإسلام عُرى يتعلق الناس بها، وإنها تُمتلخ عروةً عروةً ".

وعن بعضهم: " تذهب السنَّةُ سنَّةَ سنَّةً، كما يذهب الحبل قوَّة قوة ".

وتلى أبو هريرة قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: ١].

ثم قال: " والذي نفسي بيده؛ ليخرجُن من دين الله أفواجًا، كما دخلوا فيه أفواجًا ".

وعن عبد الله؛ قال: " أتدرون كيف يُنقص الإسلام؟ ". قالوا: نعم، كما يُنقصَ صبْغُ الثوب، وكما يُنقص سِمَنُ الدابة. فقال عبد الله: " ذلك منه ".

ولما نزل قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: ٣]، بكى عمر؛ فقال عليه السلام [له]،: " ما يبكيك؟ ". قال: " يا رسول الله! إنا كلنا في زيادة من ديننا، فأما إذا كَمُلَ؛ فلم يكمل شيء قط إلا نقص "، فقال عليه السلام: " صدقت " (١).

والأخبار هنا كثيرة، وهي تدل على نقص الدين والدنيا، وأعظم ذلك العلم؛ فهو إذًا في نقص بلا شك.

فلذلك صارت كتبُ المتقدمين وكلامهم وسيرهم؛ أنفع لمن أراد الأخذ بالاحتياط في العلم، على أي نوع كان، وخصوصًا علم الشريعة، الذي هو العروة الوثقى، والوَزَرُ (٢) الأحمى، وبالله تعالي التوفيق) (٣) اهـ.


(١) أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " (٨/ ١٤٠)، وابن جرير في " التفسير " (٦/ ٥٢)، وهو منقطع.
(٢) الوَزَر: الجبل المنيع، والملجأ والمعتصم.
(٣) " الموافقات " (١/ ١٤٥ - ١٥٤).

<<  <   >  >>