للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدين؟! ") (١).

وقال الخطيب البغدادي رحمه الله: " ينبغي للإمام أن يتصفح أحوال المفتين، فمن صلح للفتيا أقرَّه، ومن لا يصلح منعه، ونهاه أن يعود، وتواعده بالعقوبة إن عاد " (٢).

وقال الإمام المحقق ابن قيم الجوزية رحمه الله: " من أقرهم من ولاة الأمور؛ فهو آثم " (٣).

وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يرى أنه ينبغي أن يكون على المفتين محتسب، وقال: " يكون على الخبازين والطباخين محتسب، ولا يكون على الفتوى محتسب؟! " (٤).

وقال الإمام الماوردي رحمه الله: " وإذا وجد -المحتسب- من يتصدى لعلم الشرع وليس من أهله من فقيه أو واعظ، ولم يأمن اغترار الناس به في سوء تأويل أو تحريف أنكر عليه التصدي لما هو ليس من أهله، وأظهر أمره لئلا يُغترَّ به " (٥) اهـ.

فينبغي لمن تصدى للتعليم والإفتاء أن يكون أهلاً لذلك، وإلا فهو خائن للأمانة، ينطبق عليه قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إِذا ضيِّعت الأمانة، فانتظر الساعة قيل: " كيف إضاعتها؟ " قال: " إِذا أُسند الأمر إِلى غير أهله فانتظر الساعة " (٦).


(١) " إعلام الموقعين " (٤/ ٢٧٦).
(٢) " المجموع شرح المهذب " (١/ ٧٣).
(٣) " إعلام الموقعين " (٤/ ٢٧٦).
(٤) " السابق " (٤/ ٢٧٧).
(٥) " الأحكام السلطانية " ص (٢٤٨).
(٦) رواه -من حديث أبي هريرة رضي الله عنه- البخاري رقم (٦٤٩٦) (١١/ ٣٣٣ - فتح)، وغيره.

<<  <   >  >>