للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال رياح القيسي: قال لي عتبة الغلام: " يا رياح! إن كنت كلما دعتني نفسي إلى الكلام تكلمت، فبئس الناظرُ لها أنا، يا رياح .. إن لي موقفًا يُغتبط فيه بطول الصمت عن الفضول " (١).

وقال طاوس: " لساني سَبُع، إن أرسلته أكلني " (٢).

وعن شيخ من قريش قال: (قيل لبعض العلماء: " إنك تطيل الصمت "، فقال: " إني رأيتُ لساني سبعًا عقورًا، أخاف أن أخَلّيَ عنه فَيَعْقِرَني ") (٣).

قال بعضهم: (رأيت مالكًا صامتًا لا يتكلم، ولا يلتفت يمينًا ولا شمالاً، إلا أن يكلمه إنسان فيسمع منه، ثم يجيبه بشيء يسير، فقيل له في ذلك، فقال: " وهل يكب الناس في جهنم إلا هذا؟ " وأشار إلى لسانه ") (٤).

وعن أبي بكر بن عياش قال: " أدنى نفع السكوت السلامة، وكفى به عافية، وأدنى ضرر المنطق الشهرة، وكفى بها بلية " (٥).

ما إن ندمت على سكوتي مرة ... ولقد ندمت على الكلام مرارا

وعن إبراهيم قال: " كانوا يجلسون، فأطولهم سكوتًا أفضلهم في أنفسهم " (٦).

وعن محارب قال: " صحبنا القاسم بن عبد الرحمن فغلبنا بثلاث: بكثرة الصلاة، وطول الصمت، وسخاء النفس " (٧).


(١) " صفة الصفوة " (٣/ ٣٧٢).
(٢) " الإحياء " (٣/ ١٢٥).
(٣) " الصمت " لابن أبي الدنيا رقم (٦٩٩) ص (٣٠٠).
(٤) " ترتيب المدارك " (١/ ١٧٩).
(٥) " سير أعلام النبلاء " (٨/ ٥٠١).
(٦) " الحلية " (٤/ ٢٢٤)، " الزهد " لابن أبي عاصم رقم (٥٥) ص (٣٨).
(٧) " الزهد " لابن أبي عاصم رقم (٧٩) ص (٤٦).

<<  <   >  >>