للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما نبرح حتى تغلبنا الشمس على الظلال، فإذا لم نجد ظلا دخلنا، وذلك فى أيام حارة.

حتى إذا كان اليوم الذى قدم فيه جلسنا كما كنا نجلس، حتى إذا لم يبق ظل دخلنا بيوتنا، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخلنا البيوت، فكان أول من رآه رجل من يهود وقد رأى ما كنا نصنع وأنا ننتظر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا، فصرخ بأعلى صوته: يا بنى قيلة هذا جدكم قد جاء.

فخرجنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فى ظل نخلة ومعه أبو بكر فى مثل سنه، وأكثرنا لم يكن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك، وركبه الناس، وما يعرفونه من أبى بكر حتى زال الظل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام أبو بكر فأظله بردائه فعرفناه عند ذلك «١» .

قال ابن إسحاق «٢» : فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يذكرون على كلثوم بن هدم «٣» ، أخى بنى عمرو بن عوف. ويقال: بل نزل على سعد بن خيثمة.

ويقول من يذكر نزوله على كلثوم أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من منزل كلثوم جلس للناس فى بيت سعد بن خيثمة، لأنه كان عزبا لا أهل له، فمن هناك يقال: نزل عليه.

وكان يقال لبيت سعد: بيت العزاب، لأنه كان منزل المهاجرين منهم. فالله أعلم أى ذلك كان «٤» .

ونزل أبو بكر الصديق رضى الله عنه، على خبيب بن إساف «٥» ، أحد بنى الحارث ابن الخزرج بالسنج، ويقال: على خارجة بن زيد بن أبى زهير «٦» منهم.


(١) انظر الحديث فى: صحيح البخارى كتاب مناقب الأنصار (٧/ ٢٨١، ٢٨٢) ، طبقات ابن سعد (١/ ٢٣٣) ، دلائل النبوة للبيهقى (٢/ ٤٩٨، ٤٩٩) ، شرح السنة للبغوى (٧/ ١٠٩) .
(٢) انظر: السيرة (٢/ ١٠٠) .
(٣) انظر ترجمته فى: الاستيعاب الترجمة رقم (٢٢٣٧) ، الإصابة الترجمة رقم (٧٤٥٩) ، أسد الغابة الترجمة رقم (٤٤٩٤) ، طبقات ابن سعد (٣/ ٢/ ١٤٩) ، تاريخ خليفة (٥٥) ، الاستبصار (٢٩٣) .
(٤) ذكره الطبرى فى تاريخه (١/ ٥٧١) ، ابن كثير فى السيرة (٢/ ٢٧٠) ، ابن سعد فى الطبقات (١/ ٢٣٣) .
(٥) انظر ترجمته فى: الاستيعاب الترجمة رقم (٦٥١) ، الإصابة الترجمة رقم (٢٢٢٤) ، أسد الغابة الترجمة رقم (١٤١٣) ، تجريد أسماء الصحابة (١/ ١٥٦) ، الاستبصار (١٨٦) ، تبصير المنتبه (٣/ ٩٢٧) ، الطبقات الكبرى (٨/ ٣٦٠) .
(٦) انظر ترجمته فى: الاستيعاب الترجمة رقم (٦٠٨) ، الإصابة الترجمة رقم (٢١٤٠) ، أسد الغابة-