للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فتقوى الله ربكم احفظوها ... متى ما تحفظوها لا تبوروا

ترى الأبرار دارهم جنان ... وللكفار حامية سعير

وخزى فى الحياة وإن يموتوا ... يلاقوا ما تضيق به الصدور

وقال زيد بن عمرو بن نفيل، وذكر ابن هشام: أن أكثرها لأمية بن أبى الصلت «١» ، فى قصيدة له:

إلى الله أهدى مدحتى وثنائيا ... وقولا رصينا لا ينى الدهر باقيا

إلى الملك الأعلى الذى ليس فوقه ... إله ولا رب يكون مدانيا

ألا أيها الإنسان إياك والردى ... فإنك لا تخفى من الله خافيا

فإياك لا تجعل مع الله غيره ... فإن سبيل الرشد أصبح باديا

حنانيك إن الجن كانت رجاؤهم ... وأنت إلهى ربنا ورجائيا

رضيت بك اللهم ربا فلن أرى ... أدين إلها غيرك الله ثانيا

وأنت من فضل من ورحمة ... بعثت إلى موسى رسولا مناديا

فقلت له إذهب وهارون فادعوا ... إلى الله فرعون الذى كان طاغيا

وقولا له آنت سويت هذه ... بلا وتد حتى اطمأنت كما هيا

وقولا له آنت رفعت هذه ... بلا عمد أرفق إذا بك بانيا «٢»

وقولا له آنت سويت وسطها ... منيرا إذا ما جنه الليل هاديا

وقولا له من يرسل الشمس غدوة ... فيصبح ما مست من الأرض ضاحيا

وقولا له من ينبت الحب فى الثرى ... فيصبح منه البقل يهتز رابيا

ويخرج منه حبه فى رؤسه ... وفى ذاك آيات لمن كان واعيا

وأنت بفضل منك نجيت يونسا ... وقد بات فى أضعاف حوت لياليا

وإنى وإن سبحت باسمك ربنا ... لأكثر إلا ما غفرت خطائيا

فرب العباد ألق سيبا ورحمة ... على وبارك فى بنى وماليا

وقال زيد بن عمرو أيضا:

وأسلمت وجهى لمن أسلمت ... له الأرض تحمل صخرا ثقالا

دحاها فلما رآها استوت ... على الماء أرسى عليها الجبالا


(١) أمية بن الصلت بن أبى ربيعة بن عبد عوف بن عقدة بن غيرة. انظر ترجمته فى: الشعر والشعراء (ص ٣٠٠) .
(٢) أرفق إذا بك بانيا: هذا على التعجب، أى أرفقك بانيا؟.