للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأمى يا رسول الله. قال: أصاحب الجزور؟ ولم يزدنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك «١» .

وغزوة ابن أبى حدرد وأصحابه بطن إضم، وكانت قبل الفتح قال عبد الله بن أبى حدرد: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إضم «٢» فى نفر من المسلمين فيهم أبو قتادة ومحلم بن جثامة، فخرجنا حتى إذا كنا ببطن إضم مر بنا عامر بن الأضبط الأشجعى على قعود له معه متيع له ووطب من لبن فسلم علينا بتحية الإسلام فأمسكنا عنه وحمل عليه محلم بن جثامة قتله لشىء كان بينهما وأخذ بعيره ومتيعه. فلما قدمنا على رسول الله وأخبرناه الخبر نزل فينا: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا [النساء: ٩٤] إلى آخر الآية «٣» .

وعن «٤» ضميرة بن سعد السلمى عن أبيه، وكان شهد حنينا قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر ثم عمد إلى ظل شجرة فجلس تحتها وهو بحنين فقام إليه الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن يختصمان فى عامر بن الأضبط، وعيينة يطلب بدمه. وهو يومئذ رئيس غطفان، والأقرع يدفع عن محلم بن جثامة لمكانه من خندف، فتداولا الخصومة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نسمع، فسمعنا عيينة يقول: والله يا رسول الله لا أدعه حتى أذيق نساءه من الحر مثل ما أذاق نسائى، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بل تأخذون الدية خمسين فى سفرنا هذا وخمسين إذا رجعنا. وهو يأبى عليه ثم ذكر تكرار رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله هذا، فقبلوا الدية ثم قالوا: أين صاحبكم هذا يستغفر له رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقام رجل آدم ضرب طويل عليه حلة له قد كان تهيأ فيها للقتل حتى جلس بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: ما اسمك؟ فقال: أنا محلم ابن جثامة، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال: اللهم لا تغفر لمحلم بن جثامة. ثلاثا، فقام يتلقى دمعه بفضل ردائه قال: فأما نحن فنقول فيما بيننا إنا لنرجو أن يكون


(١) انظر الحديث فى: مجمع الزوائد للهيثمى (٤/ ٩٧) ، دلائل النبوة للبيهقى (٤/ ٤٠٢) .
(٢) إضم: بالكسر ثم الفتح، ماء يطؤه الطريق بين مكة واليمامة عند السمينة، ويقال: هو واد بجبال تهامة، وهو الوادى الذى فيه المدينة ويسمى من عند المدينة: القناة، ومن أعلى منها عند السد يسمى الشظاة، ومن عند الشظاة إلى أسفل يسمى إضما إلى البحر. انظر: معجم البلدان (١/ ٢١٤، ٢١٥) .
(٣) انظر الحديث فى: تفسير الطبرى (٥/ ١٤٢) ، مسند الإمام أحمد (٦/ ١١) ، مجمع الزوائد للهيثمى (٧/ ٨) ، أسباب النزول للواحدى (١٤٢) ، السنن الكبرى للبيهقى (٩/ ١١) .
(٤) انظر: السيرة (٤/ ٢٥٠) .