إذا جاء منا راكب كان قوله ... أعدوا لما يزجى ابن حرب ويجمع
ولما ابتنوا بالعرض قال سراتنا ... علام إذا لم نمنع العرض نزرع
وفينا رسول الله نتبع أمره ... إذا قال فينا القول لا نتطلع
تدلى عليه الروح من عند ربه ... ينزل من جو السماء ويرفع
نشاوره فيما نريد وقصدنا ... إذا ما اشتهى أنا نطيع ونسمع
وقال رسول الله لما بدوا لنا ... ذروا عنكم هول المنيات واطمع
وكونوا كمن يشرى الحياة تقربا ... إلى ملك يحيا لديه ويرجع
ولكن خذوا أسيافكم وتوكلوا ... على الله إن الأمر لله أجمع
فسرنا إليهم جهرة فى رحالهم ... ضحيا علينا البيض لا نتخشع
بملمومة فيها السنور والقنا ... إذا ضربوا أقدامها لا تورع
فجئنا إلى موج من البحر وسطه ... أحابيش منهم حاسر ومقنع
ثلاثة آلاف ونحن نصيبة ... ثلاث مئين إن كثرنا وأربع
نعاورهم تجرى المنية بيننا ... نشارعهم حوض المنايا ونشرع
تهادى قسى النبع فينا وفيهم ... وما هو إلا اليثربى المقطع
ومنجوفة حرمية صاعدية ... يذر عليها السم ساعة تصنع
وخيل تراها بالفضاء كأنها ... جراد صبا فى قرة يتريع
فلما تلاقينا ودارت بنا الرحى ... وليس لأمر حمه الله مدفع
ضربناهم حتى تركنا سراتهم ... كأنهم بالقاع خشب مصرع
لدن غدوة حتى استفقنا عشية ... كأن ذكاها حر نار تلفع
وراحوا سراعا موجفين كأنهم ... جهام هراقت ماءه الريح مقلع
ورحنا وأخرانا بطاء كأنها ... أسود على لحم ببيشة ظلع
فنلنا ونال القوم منا وربما ... فعلنا ولكن ما لدى الله أوسع
ودارت رحانا واستدارت رحاهم ... وقد جعلوا كل من الشر يشبع
ونحن إناس لا نرى القتل سبة ... على كل من يحمى الذمار ويمنع
جلاد على ريب الحوادث لا ترى ... على هالك عين لنا الدهر تدمع
بنو الحرب لا نعيا بشئ نقوله ... ولا نحن مما جرت الحرب نجزع
وقال حسان بن ثابت يجيب عبد الله بن الزبعرى عن كلمة له على روى هذا الجواب يفخر فيها بيوم أحد، وكلتا الكلمتين ينكرها بعض أهل العلم لمن نسبت إليه: