للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قدم وفد كندة عليه حلة يمانية يقال: إنها حلة ابن ذى يزن، وعلى أبى بكر وعمر مثل ذلك.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم عليه الوفد لبس أحسن ثيابه، وأمر عليه أصحابه بذلك.

[وفد صداء]

وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد صداء فى سنة ثمان، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انصرف من الجعرانة بعث بعوثا إلى اليمن، وهيأ بعثا استعمل عليهم قيس بن سعد بن عبادة، وعقد له لواء أبيض، ورفع له راية سوداء، وعسكر بناحية قناة فى أربعمائة من المسلمين، وأمره أن يطأ ناحية من اليمن كان فيها صداء، فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل منهم وعلم بالجيش، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، جئتك وافدا على من ورائى، فاردد الجيش وأنا لك بقومى، فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم قيس بن سعد من صدور قناة، وخرج الصدائى إلى قومه، فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة عشر رجلا منهم، فقال سعد ابن عبادة: يا رسول الله، دعهم ينزلوا على، فنزلوا عليه، فحياهم وأكرمهم وكساهم، ثم راح بهم إلى النبى صلى الله عليه وسلم فبايعوه على الإسلام، وقالوا: نحن: لكن على من وراءنا من قومنا، فرجعوا إلى قومهم ففشا فيهم الإسلام، فوافى رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم مائة رجل فى حجة الوداع.

ذكر هذا الواقدى عن بعض بنى المصطلق. وذكر من حديث زياد بن الحارث الصدائى أنه الذى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: أردد الجيش، وأنا لك بقومى.

فردهم.

قال: وقدم وفد قومى، عليه، فقال لى: «يا أخا صداء، إنك لمطاع فى قومك» ، قال:

قلت: بلى من الله عز وجل ومن رسوله، وكان زياد هذا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بعض أسفاره. قال: فاعتشى رسول الله صلى الله عليه وسلم أى سار ليلا واعتشينا معه، وكنت رجلا قويا، قال: فجعل أصحابه يتفرقون عنه، ولزمت عرزه، فلما كان فى السحر قال: «أذن يا أخا صداء» ، فأذنت على راحلتى، ثم سرنا حتى نزلنا، فذهب لحاجته، ثم رجع فقال: «يا