به وبما فى برده من أمانة ... حمى الله ذاك البيت من كل مرهب
وأهلك بالطير الأبابيل جمعهم ... فيا لهم من عارض غير خلب
وفيما رآه شيبة الحمد آية ... تلوح لعين الناظر المتعجب
وفى ضربه عنه القداح مروعا ... ومن يرم بين العين والأنف يرهب
وما زال يرمى والسهام تصيبه ... إلى أن وقبه الكوم من نسل أرحب
وكانوا أناسا كلما أمهم أذى ... تكشف عن صنع من الله معجب
وعاش بنو الحاجات فيهم وأخصبوا ... وإن أصبحوا فى منزل غير مخصب
وعمرو المعالى هاشم وثريده ... بمكة يدعو كل أغبر مجدب
بمثنى جفان كالجواب منيخة ... ملئن عبيطات السنام المرعب
هو السيد المتبوع والقمر الذى ... على صفحته فى الرضا ماء مذهب
بنى الله للإسلام عزا بصهره ... إلى منتهى الأحياء من آل يثرب
وعبد مناف دوحة الشرف الذى ... تفرع منها كل أروع محرب
مطاع قريش والكفيل بعزها ... ومانعها من كل ضيم ومنهب
وزيد ومن زيد قصى مجمع ... سمعت وبلغنا وحسبك فاذهب
به اجتمعت أحياء فهر وأحرزت ... تراث أبيها دون كل مذبذب
وأصبح حكم الله فى آل بيته ... فهم حوله من سادنين وحجب
وما أسلمته عن تراخ خزاعة ... ولكن كما عض الهناء بأجرب
ولاذت قريش من كلاب بن مرة ... بجذل حكاك أو بعذق مرحب
ومرة ذو نفس لدى الحرب مرة ... وفى السلم نفس الصرخدى المذوب
وكعب عقيد الجود والحكم والنهى ... وذو الحكم الغر المبشر بالنبى
خطيب لؤى واللواء بكفه ... لخطبة ناد أو لخطة مقنب
وأول من سمى العروبة جمعة ... وصدر أما بعد يلحى ويطبى
وأرخ آل الله دهرا بموته ... سنين سدى يتعبن كف المحسب
وأضحى لؤى غالبا كل ماجد ... ومن غالب يمينه للمجد يغلب
وفهر أبو الأحياء جامع شملها ... وكاسبها من فخره خير مكسب
تقرش فامتازت قريش بفضله ... وسد فسدوا خلة المتأوب
وغادره اسما فى الكتاب منزلا ... يمر به فى آية كل معرب
ومالك المربى على كل مالك ... فتى النضر حابته السيادة بل حبى
هو الليث فى الهيجاء والغيث فى الندى ... وبدر الدياجى حين يسرى ويحتبى