حين ضاقت عليهم سعة الأر ... ض وعاداهم إله السماء
والتقت حلقتا البطان على القو ... م ونودوا بالصيلم الصلعاء
إن سعدا يريد قاصمة الظه ... ر بأهل الحجون والبطحاء
خزرجى لو يستطيع من الغي ... ظ رمانا بالنسر والعواء
فانهينه فإنه الأسد الأس ... ود والليث والغ فى الدماء
فلئن أقحم اللواء ونادى ... يا حماة اللواء أهل اللواء
لتكونن بالبطاح قريش ... فقعة القاع فى أكف الإماء
فحينئذ انتزع رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية من سعد بن عبادة فيما ذكروا. والله أعلم.
وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد- وكان على المجنبة اليمنى- فدخل من الليط أسفل مكة، فلقيته بنو بكر فقاتلوه فقتل منهم قريب من عشرين رجلا ومن هذيل ثلاثة أو أربعة، وانهزموا وقتلوا بالحزورة حتى بلغ قتلهم باب المسجد، وهرب فضضهم حتى دخلوا الدور، وارتفعت طائفة منهم على الجبال واتبعهم المسلمون بالسيوف.
وأقبل أبو عبيدة بن الجراح بالصف من المسلمين ينصب لمكة بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أذاخر فى المهاجرين الأولين حتى نزل بأعلى مكة وضربت هناك قبته. ولما علا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثنية كداء نظر إلى البارقة على الجبل مع فضض المشركين فقال: ما هذا وقد نهيت عن القتال؟ فقال المهاجرون: نظن أن خالدا قوتل وبدىء بالقتال فلم يكن بد من أن يقاتل من قاتله، وما كان يا رسول الله ليعصيك ولا ليخالف أمرك. فهبط رسول الله صلى الله عليه وسلم من الثنية فأجاز على الحجون.
واندفع الزبير بن العوام بمن معه حتى وقف بباب الكعبة.
وجرح رجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عهد إلى أمرائه من المسلمين حين أمرهم أن يدخلوا مكة أن لا يقاتلوا إلا من قاتلهم، إلا أنه قد عهد فى نفر سماهم أمر بقتلهم وإن وجدوا تحت أستار الكعبة منهم: عبد الله بن سعد بن أبى سرح، وكان قد أسلم وكتب الوحى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ارتد مشركا ففر يومئذ إلى عثمان بن عفان وكان أخاه من الرضاعة فغيبه حتى أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن اطمأن الناس فاستأمن له. فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صمت طويلا ثم قال: «نعم» . فلما انصرف عنه عثمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن