للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أيام غزوه وتروى لابنه عبد الرحمن»

:

ألستم خير معد كلها نفرا ... ومعشرا إن هم عموا وإن حصلوا

قوم هم شهدوا بدرا بأجمعهم ... مع الرسول فما آلوا وما خذلوا

وبايعوه فلم ينكث به أحد ... منهم ولم يك فى أيمانهم دخل

ويوم صبحهم فى الشعب من أحد ... ضرب رصين كحر النار مشتعل

ويوم ذى قرد يوم استثار بهم ... على الجياد فما خاموا وما نكلوا

وذا العشيرة جاسوها بخيلهم ... مع الرسول عليها البيض والأسل

ويوم ودان أجلوا اهله رقصا ... بالخيل حتى نهانا الحزن والجبل

وليلة طلبوا فيها عدوهم ... لله والله يجزيهم بما عملوا

وغزوة يوم نجد ثم كان لهم ... مع الرسول بها الأسلاب والنفل

وليلة بحنين جالدوا معه ... فيها يعلهم بالحرب إذ نهلوا

وغزوة القاع فرقنا العدو به ... كما تفرق دون المشرب الرسل

ويوم بويع كانوا أهل بيعته ... على الجلاد فآسوه وما عدلوا

وغزوة الفتح كانوا فى سريته ... مرابطين فما طاشوا وما عجلوا

ويوم خيبر كانوا فى كتيبته ... يمشون كلهم مستبسل بطل

بالبيض ترعش فى الأيمان عارية ... تعوج فى الضرب أحيانا وتعتدل

ويوم سار رسول الله محتسبا ... إلى تبوك وهم راياته الأول

وساسة الحرب إن حرب بدت لهم ... حتى بدا لهم الإقبال فالقفل

أولئك القوم أنصار النبى وهم ... قومى أصير إليهم حين أتصل

ماتوا كراما ولم تنكث عهودهم ... وقتلهم فى سبيل الله إذ قتلوا

وقال حسان أيضا «٢» :

وكنا ملوك الناس قبل محمد ... فلما أتى الإسلام كان لنا الفضل

وأكرمنا الله الذى ليس غيره ... إله بأيام مضت مالها شكل

بنصر الإله والرسول ودينه ... وألبسناه اسما مضى ماله مثل

أولئك قومى خير قوم بأسرهم ... فما كان من خير فقومى له أهل

يربون بالمعروف معروف من مضى ... وليس عليهم دون معروفهم قفل


(١) انظر الأبيات فى: السيرة (٤/ ١٨١- ١٨٢) .
(٢) انظر الأبيات فى: السيرة (٤/ ١٨٤) .