للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وهذا يقتضي أنه فِعْلٌ على حِدَ؛ وليس من سكوت الناس، ويؤيده قول يونسَ بن حبيب: تقول العرب: سال الوادي يومين ثم سكت (١)، فعلى هذا ﴿سَكَتَ﴾ بمعنى: (سكَن) (٢) وقد قرئ به (٣).

وقرئ: (سُكّتَ) و (أُسْكِتَ) (٤) على أن المسكِتَ هو اللهُ تعالى، أو أخوه بالاعتذار، أو قومه بتوبتهم، وفيه إشارة إلى حُسن إمهال الله تعالى العبدَ إذا تغيَّر عن حاله، وغَلَب عليه ما لا يطيق.

وإذا كان أولو العزم من الرسل يغلبه ما يَصرفه عن الاختيار فكيف الظن بمن دونه؟!

﴿أَخَذَ الْأَلْوَاحَ﴾ التي ألقاها ﴿وَفِي نُسْخَتِهَا﴾ النُّسخة فُعْلةٌ بمعنى مفعولٍ (٥) كالخُطْبة وهي المكتوبة؛ أي: فيما نُسخ فيها، يعني: كُتب، والنسخ: النقل، فيقتضي نقل مكتوب من أصلٍ آخر، وقد يُطلق على الكتابة وإن لم يكن نقلٌ من آخَر.

ويجوز أن يكون المعنى: وفيما انْتَسَخ بنو إسرائيل من الألواح.

والوا و في ﴿وَفِي نُسْخَتِهَا﴾ للحال.

﴿هُدًى﴾: بيان للحق ﴿وَرَحْمَةٌ﴾: وإرشاد إلى الصلاح والخير.


(١) انظر: "المحرر الوجيز" (٢/ ٤٥٩)، و" البحر" (١٠/ ٣٣١).
(٢) في هامش (ف): "من هنا ظهر أن القاضي خلط بين المعنيين وغلّط. منه".
(٣) نسبت لمعاوية بن قرة. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٤٦)، و"الكشاف" (٢/ ١٦٣)، و"البحر" (١٠/ ٣٣٢).
(٤) انظر القراءتين في المصادر السابقة.
(٥) "بمعنى مفعول" من (م).