للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ﴾: للَّذين يَخُصُّون (١) رهبتهم بالله تعالى، والرهبة: خوف معه تحرُّزٌ واضطراب، واللام في ﴿لِرَبِّهِمْ﴾ دخلت جابرةً للضعف العارض للفعل بسبب تأخُّره عن المفعول.

* * *

(١٥٥) - ﴿وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ﴾.

﴿وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ﴾؛ أي: اختار موسى من قومه، فحذف الجارُّ وأُوصل الفعل إليه، وفيه إيهامُ تنزيلِ جلِّ القوم منزلةَ كلِّهم.

﴿سَبْعِينَ رَجُلًا﴾ القوم لا يكون (٢) إلا رجالًا، ففائدة قوله: ﴿رَجُلًا﴾ دفعُ احتمال التغليب، والتفخيمُ المستفاد من التنكير.

﴿لِمِيقَاتِنَا﴾ روي أنه تعالى أمره بأن يأتيه في سبعين من نُجباء بني إسرائيل، فاختار من كلِّ سبط من الأسباط الاثني (٣) عشر ستةً فزاد رجلان فقال: ليتخلَّف منكم رجلان، فتشاحُّوا (٤)، فقال: إنَّ لِمَن قعد منكم مثلَ أجرِ مَن خرج، فقعد كالبٌ ويوشعُ وذهب مع الباقين، فلما دنوا من الجبل غشيه غمامٌ فدخل موسى بهم الغمام، وخرُّوا سجَّدًا، فسمعوه تعالى يكلم موسى يأمره


(١) في (ك): "يخضعون".
(٢) في (م): "يكونوا".
(٣) في (م): "اثني "، وقال في الهامش: لعله: "الاثني".
(٤) في (م): "فتشاجروا ".