للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لا يبادرون إلى الإيمان بالقرآن قبل الفوت؟ وماذا ينتظرون بعد وضوحه ولزوم الحجة عليهم؟

وقيل: فواتُه ما هو إلا لكونهم مطبوعًا على قلوبهم.

لمَّا أرشدهم إلى الاستدلال، وحرَّضهم (١) على النظر في إمكان قُرب الأجل، أنكر عليهم التثبُّط عن (٢) الإيمان، ثم قرَّر معنى الإنكار وما يلزمُه وعلَّل ذلك بقوله:

(١٨٦) - ﴿مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾.

﴿مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ﴾ نفى نفيًا عامًّا أن يكون هادٍ لمَن أضلَّه الله تعالى، فتضمَّن اليأسَ من إيمانهم والمقتَ لهم.

﴿وَنَذَرُهُمْ﴾ بالرفع اعتراضٌ للبيان؛ أي: وهو يذرهم (٣)، وقرئ: ﴿وَيَذَرُهُمْ﴾ بالياء، لقوله تعالى: ﴿مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ﴾، وقرئ به وبالجزم عطفًا على محل ﴿فَلَا هَادِيَ لَهُ﴾، كأنه قيل: لا يَهْدِه أحدٌ غيره وَيذَرْهم (٤).

﴿فِي طُغْيَانِهِمْ﴾: في إفراطِ ترفُّعهم ﴿يَعْمَهُونَ﴾ مهو حال منهم.

* * *


(١) في (ك): "وحرصهم".
(٢) في (م) و (ك): "من".
(٣) قوله: "وهو يذرهم" كذا قال، وهذا من حق القراءة بالياء الآتية، وأما هنا على القراءة بالنون فالصواب أن يقوله: (ونحن نذرهم). انظر: "روح المعاني" (٩/ ٥١١).
(٤) قرأ عاصم وأبو عَمْرو: ﴿وَيَذَرُهُمْ﴾ بالياءِ ورفع الرَّاء وحمزة والكسائيّ بالياءِ وجزم الرَّاء والباقون بالنُّون ورفع الرَّاء. انظر: "التيسير" (ص: ١١٥).