للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(١٨٧) - ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.

﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ﴾، أي: عن يوم القيامة؛ لقوله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ﴾ [الذاريات: ١٢] وهو من الأسماء الغالبة، وإطلاقها على ذلك اليوم: أمَّا لوقوعها بغتة، أو لسرعة حسابها، أو لأنها على طولها كساعةٍ عند الله تعالى.

وقيل: أصلها: ساعة قيام الناس، بالإضافة، فلما غَلبتْ تعيَّنتْ فاستَغْنتْ عن الإضافة، وعلى هذا لا حاجة إلى وجه التسمية.

﴿أَيَّانَ مُرْسَاهَا﴾ ﴿أَيَّانَ﴾ بمعنى: متى، قيل: اشتقاقه من (أيٍّ) وهو من أَوَيتُ (١)، لأن البعض آوٍ إلى الكل.

ويمكن أن يكون تركيبُها من (أيَّ) مع الآن (٢)، فركَّبتْها له (٣)؛ لأن معناه: أيَّ وقتٍ.

﴿مُرْسَاهَا﴾ مصدر، أي: إرساؤها (٤)، أو اسمُ زمان، والإرساء: الإثبات، من الرُّسوِّ، وهو ثباتُ جسم ثقيلٍ وقرارُه، ومنه: رسا الجبل، ولا أثقل من الساعة.


(١) في (ف): "من أي وإن أو من أويت"، وفي (ك) و (م): "من أي والثامن أويت"، والصواب المثبت. انظر: "المحتسب" (١/ ٢٦٨)، و"الكشاف" (٢/ ١٨٣)، و"تفسير البيضاوي" (٣/ ٤٤)، و"البحر" (١٠/ ٣٨٨)، و"روح المعاني" (٩/ ٥١٧).
(٢) في (ف): "مع آن".
(٣) "له" من (م).
(٤) في النسخ: "إرسائها"، والصواب المثبت.