للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يمنعهم من مغزاهم حرّ وبرد، ولا يردّهم عن منجاهم غور ونجد. قد غذّوا بلبان الحروب ونشأوا على الكدّ والدّؤوب. صبيانهم من رجال غيرهم أفرس، وشيوخهم من شبّان سواهم أحمس. متنزّهاتهم شنّ الغارات على العدوّ، وأنسهم/ الركض بالآصال والغدوّ؛ [فهم أمضى في الظلام من الخيال، وأسرع إلى العداة من الآجال إلى الآمال «١» ] [١] . ونحن منتظرون ما يحدث لهم من رأي في التقدّم [٢] إلينا، والقرب منّا، فنشفي منهم غلّة الأسل الظّماء [٣] ، ونروي السيوف من هاماتهم بالدماء. فكلما قدّمهم التدبير ذراعا، أخّرهم الفرار باعا، إلى أن وقع اليأس [٤] من [٥] إقدامهم. واشتدّ حنين الصّوارم إلى هامهم.

قلت: وإنّما أوردت له هذه الفصول لأنّ الغالب على هذا الفاضل الترسّل، يحطب «٢» في حبله، ويناضل بنبله [٦] . فإذا مال إلى الشّعر


[١] . إضافة في را وبا وح وف ٢ ول ٢ وب ٣ وف ٢ وب ١.
[٢] . في ب ٣: القدوم.
[٣] . في ل ٢: الظلماء.
[٤] . في ف ٢ ورا وبا وح: الناس.
[٥] . في با وح وف ٣: في.
[٦] . في ف ١: في نبله.

<<  <  ج: ص:  >  >>