وتجدر الملاحظة أنّ بعضا من رواة الطبقة الثانية كانوا من الطبقة الأولى في بعض الأقسام أو في القسم ذاته، كأبي محمد العبد لكاني، وأبي بكر القهستاني، وأبي سعد بن دوست، وغيرهم، كما أنه ترجم لبعضهم، وسجل لهم شعرا، مما يدلّ على أن الطبقة الثانية التي وفّقت الى رؤية فئة من الشعراء دون الطبقة الأولى ما كانت لتقلّ عن غيرها في المكانة والأمانة، وقد بلغ عدد الطبقة الثانية ٥٦ راوية. وكنا نادرا ما نجد أحدهم قد تكرر اسمه أكثر من مرة أو مرّتين، بعكس رواة الطبقة الأولى، كأبي زكريا التبريزي وأبي محمد العبد لكاني وأبي بكر القهستاني وأبي مظفر الراوندي. وقد يعثر القارىء على مجموعة ضئيلة من الرواة هم رواة الطبقة الثالثة، ولكن عددهم لا يقاس باحدى هاتين الطبقتين. وفيما يلي بعض أسماء رواة الطبقة الثانية مرتبة حسب تسلسل أسمائهم، ولم نذكرهم كلهم لكثرتهم:
ابراهيم بن علي أبو اسحاق- ابن بديع الاصفهاني- ابن برهان النحوي القاضي ابن السمّاك- أبو اسحاق الوراق- أبو بكر الشرمقاني- أبو بكر القهستاني- أبو الجوائز الهاشمي- أبو الحرب الدّينوري- أبو الحرث الاصفهاني- أبو الحسن بن محمد البغدادي- أبو صالح المستوفي- أبو طاهر القصّاري- أبو عامر السّنوي- أبو العباس الأندلسي- أبو عبد الله الجوهري- أبو عبد الله المردوسي- أبو علي الشرواني- أبو علي الطاهري- أبو القاسم العالمي الكرماني- أبو محمد العبدلكاني- أبو محمد المخزومي- بهرام بن مافنّه- تميم بن المفرّج الطائي أبو كامل- جبرئيل بن محمد الاسفراييني أبو سعد- حذيفة بن الحسين العقيقي- حذيفة بن هارون الأنصاري أبو الحسين- الحسن بن علي الجوهري أبو محمد.
ولقد اتّضح الآن أن الباخرزي سعى جهده ليبلغ الشعراء جميعا بنفسه أو عن طريق رواته، مستوثقا الفاضل منهم، إلى أن تسنّى له جمع أعظم قسم من أدباء عصره، مع نتف من أخبارهم ونماذج من آثارهم. وإذا ما قارنّا بين الثعالبي في اليتيمة والباخرزي نجده الأخير أكثر أمانة من حيث الرواة لعنايته في التقصّي، ولسعيه إلى الاسناد المتواتر في بعض الأحيان، ولأنه يفصّل- في بعض الأحيان- في كيفية لقائه أو استملائه.