للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فينقل شيئا مستبشرا إذا ظفر ببغيته «١» ولكنّه قد يحظى بالديوان فلا ينقل منه شيئا، ويتعلل بعلالات كثيرة، منها: «.. وكنت على جناح الانصراف الى الناحية..» ، فلا يعود الى نقل ما كان يجب أن ينقله.

وإذا سمع شعرا، ولم يثق بالراوي قال- مثلا-: «وأنشدني له بعض أهل ناحيته والعهدة عليه» «٢» . وقد لا يرى الشاعر ولا شعره ولا ديوانه، فيميل إلى الاستملاء والرواية. وهو في كل الأحوال مخلص مستقص، وإن كان الأمر من أجل بيت أو بيتين أو حتى خبر بسيط. فقلّما نرى شعراء دون اسناد. فاسمعه يروي بيتين لأبي سليمان رحمة الأسدي فيقول: «أنشدني الأديب أبو يوسف يعقوب بن أحمد النيسابوري، قال: «أنشدني الشيخ أبو صالح المستوفي» قال: «أنشدني أبو سليمان رحمة بن غانم نفسه» . ثم يروي لك البيتين. ولكن هذا الاسناد ليس موجودا دوما، فكثيرا ما نعثر على قصائد لا يخبرنا من أين استقاها أو كيف. وإذا شكّ هو أو الراوي في رواية بعض الشعر، أو مرّ قبلا، ذكر ذلك بكل صراحة حرصا منه على إطلاع القارىء على جليّة الأمر.

وهو إذا قصد ناحية من النواحي طالبا شعر شعرائها، ولم يجد فيها العدد الكافي صرّح لك بأنه لم يعثر إلّا على واحد فقط، كما حصل معه في «أرغيان» و «طوس» و «جوين» «٣» . وكثيرا ما يعرض عليه الشعر الكثير فيكتب منه القليل، متعللا بأنّ ما كتبه كان من شرط الكتاب «٤» . وقد لا يكتب شيئا على الرغم من اطّلاعه على الديوان والتعلل نفسه لا يتغيّر. فيقول:

<<  <  ج: ص:  >  >>