للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وانقضضنا على الخائن كالنّجم الثاقب، وأحطنا به من جميع الجوانب، وبدأنا مرة بعد أخرى [بتذكيره أيام الله، فيمن نقض عهده وتعدّى حدّه، وخالف أمره وأمن مكره] [١] ، فلم يزده دعاؤنا إلّا فرارا، واستقالتنا إلا إصرارا [٢] ، ومن غوايته [٣] استكثارا. إدلالا منه بوثاقة حصاره وتكاثف أنصاره. فحاكمناه إلى الله، عزّ وجلّ [٤] ، وناصبناه الحرب صباحا ومساء، وأسقيناه كؤوس الثّكل/ بأعزّته ملاء وولاء. وانفق لنا عليه أكثر من عشرين وقعة تجلّى منهم عن أسرى مكبّين [٥] ، وجرحى مجدّلين، وقتلى مرمّلين [٦] » .

فصل منه: «وأما أرسلان فهو النّسر الواقع سنا وكبرا والنّحس الطالع عينا وأثرا فأثخنه [٧] بعض غلماننا بطعنة في آخر وقعاتنا، احتملت بروحه إلى النار لمجاورة الكفّار، وبئس عقبى الدار. فسقط الخائن في يديه عند انثلام حدّيه وانهدام ركنيه وفشا [٨] الفشل «١» في رجاله، والنّهب في أمواله، فلم ير بعد للمناجزة مجالا وللمبارزة مساغا. وانحجر انحجارا أشبه فرارا، وألبسه خزيا وعارا. فلم تبد لنا صفة غواته إلّا على السّور كالنّسور، يلحقون بالأسياف والحجف «٢» ، ويحامون بالأحجار والخزف، ظنا خائبا منه


[١]- اضافة في ب ٣ وب ١.
[٢]- في ب ٣: ضرارا.
[٣]- كذا في ب ٢، وفي س: وفي غوايته.
[٤]- في ب ٢ وب ١: تعالى.
[٥]- في ل ٢ وب ٢: مكلمين.
[٦]- في ف ١: مزملين.
[٧]- في ب ٢ وب ١: فألحقته.
[٨]- في ف ١ وب ٣ وب ١: وفشو.

<<  <  ج: ص:  >  >>