للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والفضلية والشيبانية والقرشية والتميمية والمزنيّة والضبيّة، من الشعب النازلة إلى الشيخ أبى سعد يحيى بن منصور بن حسنويه السلمي الزاهد الأكبر، على ما هو مشهور من أنسابهم، عند جماعة من العارفين بالأنساب، لأنه أبو عثمان إسماعيل بن زين البيت ابنة الشيخ أبى سعد الزاهد ابن أحمد بن مريم بنت أبى سعد الأكبر الزاهد.

وأما من جهة الأب، فهو الأصل الذي لا يحتاج نسبه إلى زيادة فأبوه أبو نصر من كبار الواعظين بنيسابور، ففتك به لأجل التعصب والمذهب، وقلّد الإمامة صبيا، بعد حول سبع سنين فاستدعى أن يذكر صبيا، دعي للختم على رأس قبر أبيه كل يوم، وأقعد بمجلس الوعظ مقام أبيه، وحضر أئمة الوقت مجالسه.

وأخذ الإمام أبو الطيب سهل بن محمد الصعلوكي فى تربيته، وتهيئة أسبابه، وترتيب حشمته ونوبه، وكان يحضر مجالسه ويثنى عليه مع تكبره فى نفسه، وكذلك سائر الأئمة، كالاستاذ الإمام أبى إسحاق الاسفراينى، والاستاذ ابى بكر ابن فورك، وسائر الأئمة كانوا يحضرون مجلس تذكيره، ويتعجبون من كمال ذكائه وعقله، وحسن إيراده الكلام، عربيه وفارسيه، وحفظه الأحاديث حتى كبر وبلغ مبلغ الرجال، وقام مقام أسلافه فى جميع ما كان إليهم من النوب.

ولم يزل يرتفع شأنه حتى صار إلى ما صار إليه من الحشمة التامة والجاه العريض، وهو فى جميع أوقاته مشتغل بكثرة العبادات ووظائف الطاعات، بالغ فى العفاف والسداد، وصيانة النفس معروف بحسن الصلاة وطول القنوت، واستشعار الهيبة حتى كان يضرب به المثل فى ذلك، وكان محترما للحديث ولثبت الكتب].

قرأت من خطّ الفقيه أبي سعيد السكري: أنه حكا عن بعض من يوثق بقوله من الصالحين أن شيخ الإسلام قال: ما رويت خبرا ولا أثرا في المجلس إلا وعندي اسناده وما دخلت بيت الكتب قط إلا على طهارة وما رويت الحديث ولا عقدت المجلس قط ولا قعدت للتدريس الاعلى الطهارة وقال منذ صح عندي «أن النبي (ص) كان يقرأ سورة الجمعة والمنافقين في ركعتي صلاة العشاء ليلة الجمعة ما تركت قراءتهما فيهما.

قال: وقد كنت فى بعض الاسفار المخوفة وكان أصحابى يفرقون من

<<  <  ج: ص:  >  >>