اللصوص وقطّاع الطريق، وينكرون عليّ فى التطويل بقراءة السورتين وغير ذلك، فلم أمتنع عن ذلك ولم أنقص شيئا مما كنت أواظب عليه فى الحضر فتولّانا الله بحفظه ولم تلحقنا آفة.
[وقرأت من خط السكري أيضا قال: قرات فى كتاب سهل الصعلوكي إلى زاهر بن أحمد الإمام بسرخس حين قصد الاستاذ الإمام إسماعيل أن يرحل إليه لسماع الحديث فى صباه، بعد ما قتل أبوه شهيدا وفى الكتاب بعد الخطاب: وإذا عدّت الأحداث التى كانت فى هذه السنين الخالية قطارا أرسالا ومتصلة اتصالا، ومتوالية حالا فحالا، كان أعظمها نكاية فى الدين وجناية عليه، ما جرى من الفتك بأبى نصر الصابونى رحمه الله نهارا، والمكر الذي مكر به كبارا، كما إذا عدت غرائب الوقت وعجائبه فى الحسن، كان بولده الولد الفقيه أبى عثمان إسماعيل أدام الله بقاه وسلامته الابتداء وبذكره الافتتاح فانه بلغ ولم يبلغ بالسن ما تقصر عنه الأمنية والاقتراح من التدبّر والتعلّم والوجاهة والتقدم على التحفظ والتورع والتيقّظ، وقد كان فى نفسه لذكائه وكيسه وفطنته وهدايته وعقله الرحلة إلى الشيخ.
فذكر فصلا فيه ثم قال:
ولا نشك أنه يصادف منه فى الاكرام والتقدم والتعظيم ما يليق بصفاته وانجابه ودرجاته، وأنا شريك فى الامتنان لذلك كله وراغب فى تعجيل اصداره إلى موضعه، ومكانه فى عمارة العلم بقعوده للتذكير والتبصير، وما يحصل به من النفع الكثير، فان الرجوع لغيبته شديد، والاقتضاءبالعموم لعوده أكيد والسلام.
وذكر عن الشيخ أحمد البيهقى أنه قال:
عهدي بالحاكم الإمام أبى عبد الله مع تقدّمه فى السن والحفظ والاتقان، أنه يقوم للأستاذ عند دخوله إليه ويخاطبه بالاستاذ الأوحد وينشر علمه وفضله، ويعيد كلامه فى وعظه متعجبا من حسنه معتدا بكونه من أصحابه.
قال السكرى: ورأيت كتاب الاستاذ الإمام أبى اسحاق الاسفراينى الذي كتبه بخطه وخاطبه بالأستاذ الجليل سيف السنة. وفى كتاب اخر: غيظ أهل الزيغ.
وحكى الاستاذ أبو القاسم الصيرفى المتكلم: أن الإمام أبا بكر ابن فورك كان رجع عن مجلسه يوما فقال: تعجبت اليوم من كلام هذا الشاب تكلم بكلام