مهذب عذب بالعربية والفارسية.
وحكى عن الشيخ الإمام سهل أيضا أنه كان يقول له بالفارسية: أبى سرايخ براتيش است بيش است.
قرات بخط السكري أن الاستاذ أبا عثمان كان يتكلم بين يدي الإمام سهل الصعلوكي، وكان ينحرف بوجهه عن جانبه فصاح به الإمام سهل: استقبلنى واترك الانحراف عنى. فقال: إنّي استحي أن أتكلم فى حرّ وجهك. فقال الإمام سهل: أنظروا إلى عقله].
ولقد أكثر الأئمة الثناء عليه، ومدحه الشعراء فى صباه إلى وقت شبابه وشيبه.
فمن ذلك ما قال بعض من ذكر [من] أئمة الأصحاب:
منا المهذب إسماعيل أرجحهم … علما وحلما ولم يبلغ مدى الحلم
[وكتب أبو المظفر الجمحي إليه بعد أن سمع خطبته بهذه الأبيات:
أستدفع الله عنه آفة العين … وكم قرأت عليه اية العين
العلم يفخر والآداب فاخرة … منيرة يهتدى فيها ذو والشين
لو عاد سحبان حيّا قال من عجب … عين الاله على عين الفريقين
قد كان دينى على إتمام رؤيته … لمّا رأيت محيّاه قضى دينى
قل للذى زانه علم ومعرفة … كم للعلوم باسماعيل من زين
وقال فيه البارع الرويانى:
ماذا اختلاف الناس فى متفنّن … لم يبصروا للقدح فيه سبيلا
والله ما رقي المنابر خاطب … أو واعظ كالحبر إسماعيلا]
ولقد عاش عيشا حميدا بعد ما قتل أبوه شهيدا إلى اخر عمره، فكان من قضاء الله تعالى أنه كان يعقد المجلس فيما حكاه الأثبات والثقات يوم الجمعة في خان الحسين على العادة المألوفة منذ نيف وستين سنة وكان يعظ الناس ويبالغ فيه اذ دفع اليه كتاب ورد من بخارا مشتمل على ذكر وباء عظيم وقع بها (١) واستدعى فيه اعتناء المسلمين بالدعاء على روس الملإ في كشف ذلك البلاء عنهم،
(١) في الهامش نقلا عن كتاب التذكرة: قيل فى سنة تسع واربعين وأربعمائة كثر =