آذنتنا ببينها أسماء ... رب ثاوٍ يمل منه الثواء بعد عهد لها ببرقة شما ... ء فأدنى ديارها الخلصاء وقد قالها ارتجالًا في مجلس عمرو بن هند، في أثناء جدل بين عمرو بن كلثوم التغلبي وبين زعيم من زعماء بكر التي ينتمي إليها الحارث بن حلزة. وكان الحارث بن حلزة مصابًا بالوضح "البرص" وكان عمرو بن هند قد أمر بأن يجعل بينهما ستار، فما زال يدينه منه ويدنيه حتى أمر بطرح الستر وأقعده معه قريبا منه لإعجابه به. ٢ يروى أن عمرو بن هند قد جعل الدهر يومين يومًا يصيد فيه ويومًا يشرب، فإذا جلس للشراب أخذ الناس بالوقوف على بابه حتى يرتفع مجلس شرابه، وقد هجاه طرفة بن العبد ولم يزل يهجوه ويهجو أخاه قابوسًا، ويشبب بأخت لهما، وكان المتلمس خال طرفة بن العبد يساعده على هجائه، إلى أن قال لهما عمرو يوما: قد طال ثواكما ولا مال قبلي، ولكن كتبت لكما إلى عاملي بالبحرين يدفع لكل منكما مائة ألف درهم, فأخذ كل منهما صحيفته. غير أن المتلمس قد ارتاب في الأمر وأقرأ صحيفته لغلام نصراني فإذا فيها: "إذا أتاك المتلمس فاقطع يديه ورجليه وادفنه حيا" فطرح الصحيفة وقال لطرفة: في صحيفتك مثل هذا؟ قال: ليس يجترئ على قومي بهذا وأنا بذلك البلد أعز منه، فمضى طرفة إلى عامل البحرين فلما قرأ صحيفته قطع يديه ورجليه وصلبه. "تاريخ اليعقوبي: ١/ ١٧٢" أو فصد أكحليه فنزف حتى مات "الألوسي: ٣/ ٣٧٤-٣٧٥".