والحيلة فتمكن من إلقاء القبض على النعمان، وأرسله أسيرًا إلى القسطنطينية "٥٨٤م" عندئذٍ تجزأت المملكة إلى أقسام متعددة يرأس كلًّا منها أمير، وتحالف بعضهم مع دولة الفرس، وبقي بعضهم الآخر بجانب بيزنطة. والواقع أن تاريخ الغساسنة في هذه الفترة يبدو على شيء من الغموض والاضطراب١. أما الفوضى فقد بقيت سائدة مدة من الزمن؛ الأمر الذي شجع الفرس على مهاجمة سورية بين ٦١١-٦١٤م إذ استولوا على دمشق والقدس، ولم يستطع هرقل أن يستردهما إلا بجهد عظيم "٦٢٩م" إذ استولوا على دمشق والقدس، ولم يستطع هرقل أن يستردهما إلا بجهد عظيم "٦٢٩ م". وربما يكون الروم قد أدركوا قيمة تحالفهم مع الغساسنة، فأعادوهم إلى إمارتهم، إذ جاء في أخبار الفتوح العربية لبلاد الشام أنهم واجهوا من قبل الغساسنة مقاومة، إذ حارب هؤلاء العرب الفاتحين في جانب البيزنطيين، وقد يكون:
١ د. جواد علي: ٤/ ١٣٩: فيليب حتي: تاريخ سورية ولبنان وفلسطين, ١/ ٤٥٠.