للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد وجد في مكة أثرياء كبار نعموا بالحياة الدنيا وغرقوا في الترف، مثل عبد الله بن جدعان، الذي لم يكن يشرب إلا بكأس من الذهب فعرف باسم "حاسي الذهب", والوليد بن المغيرة المخزومي، وقد اشتهر بنو مخزوم بالثروة والمال، وأبو أحيحة الذي أورث بناته أموالًا طائلة، فأصبحن من أغنى أغنياء مكة، وعبد المطلب بن هاشم الذي بلغ ثمن الحلل التي كُفِّن بها ألف مثقال من الذهب، وطرح على جثمانه المسك حتى غمره١.

ومن التجارة التي راجت في مكة تجارة الرقيق، فأصبحت أكبر سوق لها. كما اصطبغت مكة بصبغة دولية؛ لكثرة ما كان يرتادها من غرباء جاءوا من أمم ومن أصقاع مختلفة، وأصبحت تعج بهم عجًّا، بينهم فرس وروم وأحباش وزنوج، كما كان منهم النصارى واليهود، يشكلون جاليات جاء أفرادها للتجارة أو للعمل اليدوي في البناء والزراعة والصناعة، أو جاء بعضهم هربا من الاضطهادات الدينية في بلادهم الأصلية، مثل المسيحيين واليهود، وهذا ما يفسر لنا ما دخل لغة قريش من ألفاظ رومية أو فارسية أو حبشية أوغيرها.


١ أحمد إبراهيم الشريف، المصدر نفسه، ص٢١٣.
Dermenghem: Ibid. , P, ٣٢.

<<  <   >  >>