للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد اتخذ الجاهليون طرقًا عديدة للتخلص من أذى الجن، ولا سيما من الخطفة والنظرة، أي خطفها للأطفال وإصابتهم بالعين. فهداهم تفكيرهم إلى تعليق بعض الأشياء على رأس الصبي، أو على لباسه مثل سن الثعلب، أو سن هرة، أو سن ذئب، أو تقطير شيء من السوائل في عينيه عند ولادته؛ لتنفير الجن عنه، وتسمى هذه الأمور المنفرة للجن باسم "النفرات". وقد يكون تعليق بقايا الحيوانات على الصبي من مخلفات العقيدة الطوطمية، لاعتقادهم بأن هذه الأجزاء ستخيف الجن، وتذكرهم بذلك الحيوان الذي يحتمي به الصبي١. وقد يلجئون في التحايل على الجن إلى تغيير اسم الصبي، وتسميته باسم حيوان صغير ينفر الجن منه.

وهناك أيضا قصص الغول والسعلاة, وهي من أشهر القصص الجاهلي المذكور عن الجن. ويرى اللغويون أن من معاني الغول التلوُّن والظهور بصور مختلفة، والاغتيال والتضليل في المفاوز والغدر بالإنسان. وأما السعالي "مفردها: السعلاة" فذكروا أنها سحرة الجن, وقيل: إن الغيلان جنس منها، وإن الغيلان هي إناث الشياطين، وإن السعالي أخبث الغيلان٢.


١ جواد علي: ٥/ ٤٦-٤٨.
٢ جواد علي: ٥/ ٤٩-٥١.

<<  <   >  >>