للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"ناهي" وعلى الثاني "آمر"، فإذا أرادوا الإقدام على عمل أتوا واستقسموا، فإذا خرج "الآمر" فعلوا، وإن خرج "الناهي" أحجموا, وهكذا في أمور أخرى. وعند هبل ضرب عبد المطلب على ابنه عبد الله. ولما ظفرت قريش في معركة أحد، صاح أبو سفيان "اعل هبل" "أي: علا دينك"، فقالوا الرسول: "الله أعلى وأجل"١.

اللات:

صخرة مربعة أقيم عليها بناء في الطائف, وقد اعتبرتها ثقيف من أعظم المعبودات، وعظمتها قريش وجميع العرب. وكانت تعرف عندهم باسم "الربَّة" أي السيدة، وقد شبهها "هيرودوت" بإلهة الفلك uRANIA، وهي تقابل الأم الكبرى للآلهة، أو "عشتروت" عند الساميين الشماليين٢. وكانوا يسمون أولادهم بأسماء منسوبة إليها مسبوقة بكلمة "وهب، تيم، زيد" مثل وهب اللات، تيم اللات، زيد اللات، بينما كانوا يسبقون أسماء الآلهة الأخرى بكلمة عبد كقولهم: عبد العزى، عبد يغوث، عبد مناف ... إلخ.

وكان تحت صخرة اللات حفرة عرف باسم "غبغب" تحفظ فيها الهدايا والنذور والأموال التي كانت تقدم إليها. ويظهر من بيت ينسب إلى كعب بن مالك الأنصاري:

وننسى اللات والعُزَّى وودًّا ... ونسلبها القلائد والسيوفا

أن الناس كانوا يعلقون القلائد والسيوف على الأصنام، ويقدمون إليها الحلي والثياب والنفائس، وما طاب في الأعين، كهدايا ونذور إليها٣. فلما أسلمت ثقيف بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- المغيرة بن شعبة إليها، فهدمها وحرَّقها بالنار، واستولى على كل ما كان عندها٤.


١ الأصنام: ص٢٧-٢٨.
٢ بروكلمان: المصدر نفسه، ص٢٦.
٣ جواد علي: ٥/ ٩٣-٩٥.
٤ الأصنام: ص١٧.

<<  <   >  >>