للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن اختلفا فى ترتيبها، سمى تجنيس القلب؛ نحو: حسامه فتح لأوليائه حتف لأعدائه خ خ، ويسمّى قلب كلّ، ونحو: اللهمّ استر عوراتنا، وآمن روعاتنا (١)، ويسمى قلب بعض.

وإذا وقع أحدهما (٢) فى أوّل البيت،

ــ

حروف الذلاقة. قوله: (وإن اختلفا فى ترتيبها) إشارة إلى النوع الرابع من الاختلاف، وهو أن يختلفا فى ترتيب الحروف فيسمى تجنيس القلب، وهو قسمان: أحدهما، نحو قولهم:

حسامه فتح لأوليائه حتف لأعدائه. قال: (ويسمى هذا قلب كل) وهذا أحسن من قوله فى الإيضاح: يسمى قلب الكل؛ لأن كل لا يدخل عليها الألف واللام فى القياس، والثانى نحو ما روى فى بعض الأخبار:" اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا" (٣) وكذلك قول بعضهم: رحم الله امرأ أمسك ما بين فكيه وأطلق ما بين كفيه. وكذلك قول أبى الطيب:

ممنّعة منعّمة رداح ... يكلّف لفظها الطّير الوقوعا (٤)

ويسمى هذا قلب بعض؛ لأن عورة وروعة اتفقا فى الحرف الأخير وهو التاء فلا قلب فيها وانقلب ما سواها، كانقلاب فتح وحتف، وفى كفيه وفكيه، كذلك لم يقع القلب فى الحرف الأخير. وفى ممنعة ومنعمة كذلك، فإن القلب لم يقع فى الحرف الأول والأخير، بل فيما بينهما، ولم يقع فيما بينهما على الترتيب، كما يظهر بالتأمل، ولك أن تقول: ينبغى أن يسمى القسم الأول - أيضا - قلب بعض، فإن الحرف المتوسط وهو التاء فى حتف وفتح، لم ينقلب كما لم ينقلب الأخير فى عورة وروعة وإلا فما الذى أوجب تسمية أحدهما بقلب بعض والآخر بقلب كل؟ إنما يكون بجعل الأول فى أحدهما ثانيا مثلا، والثانى ثالثا، والثالث أولا، ثم أشار المصنف إلى فرع من ذلك، وهو أنه (إذا وقع أحد المتجانسين جناس القلب فى أول البيت)


(١) صحيح، أخرجه أحمد فى المسند خ خ، وأورده الشيخ الألبانى فى صحيح أبى داود، وصحيح ابن ماجه.
(٢) أى أحد اللفظين المتجانسين تجانس القلب.
(٣) جاء ذلك مرفوعا إلى النبى صلّى الله عليه وسلّم وسلم ولكن بلفظ الإفراد:" اللهم استر عورتى، وآمن روعتى، واقض دينى". وهو حديث" حسن" أخرجه الطبرانى فى الكبير عن خباب، وانظر صحيح الجامع (ح ١٢٦٢).
(٤) البيت من الوافر، وهو لأبى الطيب المتنبى فى شرح ديوانه (١/ ١٣٣) وفي رواية الديوان: منعمة ممنعة رداح، والمصباح (ص ١٩٠)، والإشارات (ص ٢٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>