للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم اتسعت في الأستانة المطبعة العربية, متخطيةً ما عوقت به من الحكومة ورجال الدين؛ إذ أفتى العلماء بأنها رجس من عمل الشيطان, ولكن فريقًا منهم عاون الصدر الأعظم في الحصول على إذن من السلطان, موقع عليه بالخط الشريف سنة ١٧١٢م بإنشاء المطبعة, وطبع جميع الكتب إلّا كتب التفسير والحديث والفقه والكلام١.

ثم عرفت الطباعة العربية في قوية "الشوبر" من أعمال لبنان, في دير من أديرتها المعروفة, حوالي سنة ١٧٣٣م, وقد نافس الأورثوذكس أصحاب الشوبر من الكاثوليك, وأنشأوا ببيروت مطبعةً عربيةً, قلدوا فيها حروف مطبعة الشوبر سنة ١٧٥٠م٢.

وإلى هذا الحين كان المصريون يجهلون فن الطباعة, فلما جاءت الحملة الفرنسية مصر سنة ١٧٩٨م حملت إليها فما حملته مطابع عربية وفرنسية ويونانية, واستخدمت هذه المطابع في إذاعة المنشورات العربية, وأوامر القيادة العامة, وكان للدعاية منها نصيبٌ, حتى إذا ما استقرَّ الأمر بمصر اضطلعت بنشر ما كان يقوم بتأليفه علماء هذه الحملة وأدباؤها, وما كانوا يترجمونه من العلوم الحديثة, وأضافت إلى هذه الجهود جهدًا آخرًا جديدًا, لم تنهض به مطابع الشرق الأدنى جميعًا, وذلك هو إخراج الصحف، ومن هذا الوادي سلكت الصحافة طريقها إلى مصر, ومن ذلك الوقت نشأت الصحافة الوليدة في مهد الفرنسيين.

وإذن يستطيع المؤرخ أن يتخذ هذا الوقت بدايةً للنشأة الصحفية في مصر.


١ تاريخ جودت, ترجمة عبد القادر الدنا, ص٨١ -٨٤.
٢ تطور الصحافة المصرية, لإبراهيم عبده, ص٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>