هو، الأديب العالم الجليل الشيخ "سيد" بن "علي المرصفي"، ولد "بالمرصفا" إحدى قرى "القليوبية"، وهي بلدة أنبتت كثيرًا من الأدباء والعلماء النابهين، نشأ بها وأتم القرآن حفظا، ثم التحق بالجامع الأزهر فنهل من علمه وارتوى من ثقافته، و"شب مطبوعا على الجد والمثابرة بهمة لا يتطرق إليها الملل، وكان ذا ميل شديد إلى كتب الأدب العربي يقلب فيها نظره، ويمتع بروائعها نفسه، وكثيرا ما حفظ من شعر العرب الفحول، وتزود من أدبهم القديم الرصين، كما أكب على دراسة الكتب اللغوية، فدرسها دراسة دقيقة ووقف على أسرارها، واكتنه دقائقها من أمثال كتاب "الكامل للمبرد" "والأمالي لأبي علي القالي" "والحماسة لأبي تمام"، وغيرها.
وظل يتلقى العلم على فحول العلماء من أمثال "الشيخ الشربيني شيخ الجامع الأزهر الأسبق"، ومن شيوخه أيضًا الشيخ "المبلط"، والشيخ "عبد الهادي نجا الأبياري"، وكان يقول أخذت اللغة عنه.
وقد كتب كثيرًا من كتب الشربيني بخطه منها شرح البخاري، وتقرير له على الأطول في البلاغة، وظل كذلك حتى تقدم لامتحان العالمية، فحصل عليها من الدرجة الأولى الممتازة.
الوظائف التي شغلها:
وأول عمل تولاه هو تدريسه اللغة العربية بمدرسة "عباس باشا الابتدائية" ببولاق، ثم عتب عليه "الإنباني" شيخ الأزهر أن يحرم الأزهر فضله، وعمله فشكا "المرصفي" من أن مرتبات الأزهر لا تغنيه، فتفضل "الإنبابي"