هو، الشيخ "حسين المرصفي" نسبة إلى "مرصفا" بلده بالقليوبية أنجبت بجمهرة من أعلام الفقه واللغة والأدب، وكان والده الشيخ "أحمد حسين المرصفي" من أئمة العلم في عصره.
ولد المترجم له في مصر ونشأ بها، وبعد أن أتم حفظ القرآن التحق بالجامع الأزهر، فتلقى العلم على كبار شيوخه، وما زال يكد، ويبحث حتى صار من العلماء الفحول، وتصدر للتدريس، فقرأ بالأزهر أمهات الكتب في العلوم العربية كمغني اللبيب في النحو لابن هشام.
وكان رحمه الله مكفوف البصر، وقد عرف منذ صغره بحدة الذهن، وتوقد الذكاء، وإذا صح ما قيل من أن والده حفظ القرآن في ستة أشهر، فإن ذكاءه موروث عن أبيه، وكان إلى ذلك جادا مثابرا شديد التوافر على كتب الأدب يرتوي من محاسنها، ويستظهر من روائعها، لم يسترح إلى الأدب الشائع في عصره ولم يرقه نهجه، بل كان من أوائل من تفطنوا في هذه البلاد إلى قدر الأدب القديم١.
وكان من حبه للأدب العربي القديم، وقدرته على تفهم أسراره، وتذوق بلاغته يقرأ كثيرًا في كتب البلاغة العربية، ودواوين الشعراء الفحول ويبذل جهده في استظهار ما يهتز له، ويجيل قلمه على غرار ما بهره من هذه الآداب حتى استقام له بيانه الرصين.
وكان إلى جانب هواه بالأدب شديد الميل إلى العلوم العربية، دائم البحث