أهم الأحداث السياسية والهزات الأرضية التي رجت المجتمع المصري في العصر الحاضر، غزو الفرنسيين لمصر والثورة العرابية والثورة الوطنية التي شبت في سنة ١٩١٩م.
هذه هي الحوادث الجلي التي كان لها أبلغ الأثر في توجيه الحياة السياسية والأدبية بمصر في العصر الحاضر، وقد حمل الأزهر لواء الزعامة في هذه الثورات، وقام عليها يغذي الشعور ببيانه وخطابه، ويوجه الرأي بقيادته، ويلتمس الشعب في كلمته الهدى، وفي حمايته الأمن والنجاة:
زمن المخاوف كان فيه أجنابهم ... حرم الأمان وكان ظلهم الذرا١
الغزو الفرنسي:
غزا الفرنسيون مصر سنة ١٧٨٩م، فلم يبالوا بالقوة المادية للشعب إذ هو منهوك القوى في عصر المماليك أعزل من كل سلاح، ولكنهم خشوا قوة الإيمان في نفوس العلماء، وأثرهم النافذ في روح الشعب وكلمتهم التي كانت توقظ الأمة وتحيي العزائم، وكان منبر الأزهر مقر قيادة المجاهدين تفد