نجم "الهلباوي" من إحدى أسر الغربية العريقة في المجد، وإن كانت رقيقة الحال، فلما يفع ألحق بالأزهر فتلقى به علوم الدين واللغة -وكان معروفًا بين أقرانه بالذكاء وحدة الذهن، والصبر على البحث، والمثابرة على الاطلاع كما عرف بجرأة الرأي، ولجاج الخصومة مع شيوخه إذا اختلف معهم في الرأي.
ولما وفد إلى مصر "السيد جمال الدين الأفغاني" كان "الهلباوي" أحد التلامذة الذين هرعوا إليه، فانتفع بعلمه واهتدى بتوجيهه، وتفجرت ملكة البيان فيه بما هيأ له "الأفغاني" من الخطابة والحوار، وبما جرأه عليه من المجاهرة بالرأي، والذود عنه.
ولم يتح "للهلباوي" أن يتم دراسته بالأزهر، ولكنه ظل على صلة بزعمائه ورجالاته، فهو في دروس "الأفغاني" مع أذكياء الأزهر، ونابغيه "كالإمام" و"سعد زغلول" و"الشيخ عبد الكريم سلمان".
وحين فوض للشيخ "محمد عبده" بأن يشرف على تحرير الوقائع اختار "الهلباوي"، فيمن اختارهم لمعاونته في تحريرها، غير أنه فصل من التحرير لأمرها١، وقد شغل عدة وظائف كان من أهمها وظيفة كاتم السر لمجلس