أدرك نابليون ما لعلماء الأزهر من نفوذٍ في الشعب, ومكانةٍ في الأمة, واستشعر أنه لكي يسوس هؤلاء الناس -أي: المصريين- لابد من وسطاء يسعون بيننا وبينهم, وكان لابد له أن يقيم منهم زعماء يوجهون الأمة برأيهم, وفضَّلهم على غيرهم؛ لأنهم أولًا: كانوا كذلك -أي: رؤساء بطبيعتهم- وثانيًا: لأنهم كانوا مفسري القرآن, ومعروف أن أكبر العقبات تنشأ عن أفكار دينية, وثالثًا: لأن للعلماء خلقًا لينًا؛ ولأنهم دون نزاعٍ أكثر أهل البلاد فضيلةً.
قدَّر نابليون الزعامة الروحية لعلماء الأزهر, واتخذ منهم سبيلًا للتفاهم مع الشعب, وألَّفَ منهم الديوان للفصل في القضايا١.