ومن التجديد المثمر الذي أدخل على الشعر العربي في العصر الحديث ما فعله الشيخ "رفاعه رافع الطهطاوي"، أحد زعماء النهضة الأدبية العلمية في هذا العصر، فإنه لما عاد من بعثه إلى "باريس" حاول إدخال نوع جديد في الشعراء المصري، إذ كان قد تعلم الفرنسية وآدابها، وأراد محاكاة بعض الشعراء هناك، وكان من أول آثره في ذلك أن نقل قصيدة "المارسيليز" التي هي تشيد فرنسا القومي إلى العربية في شعر تصرف فيه بعض التصرف، حيث قال:
فهيا يا بني الأوطان هيا ... فوقت فخاركم لكم تهيا
أقيموا الراية العظمى سويا ... وشنوا غارة الهيجا مليا
عليكم بالسلام أيا أهالي ... ونظم صفوفكم مثل اللآلى
وخوضوا في دماء أولي الوبال ... فهم أعداؤكم في كل حال
وجودكم غدا فيكم جليا ... فماذا تبتغي منا الجنود
وهم جمع وأخلاط عبيد ... كذا أهل الخيانة والوفود
كذاك ملوك بغي لم يسودا ... تعصبهم لنا لم يجد شيئا
إلخ.
وقد جرى على هذا النهج في إنشاء أناشيد وطنية مصرية، ومدائح لحكام مصر مزجها بذكر مجد البلاد، ومن ذلك منظومة طبعت بمطبعة بولاق سنة ١٢٢٧ من الهجرة قال فيها يمدح "سعيد باشا" الخديو: