وإنك لتجزع لما يطالعك من شعر هؤلاء من خيال سقيم، وغرض تافه وإدعاء ممقوت، ومعنى سمج، وفكر ناب، وقد ملأوا الدنيا ضجيجا، ومفاخرة بدواوينهم الغثة التي يخلعون عليها ألقاب المجد ونباهة الشأن ورفعة المنزلة، مدعين أنها دراسات فنية دقيقة، وتصويرات رائعة رقيقة، وأنها الهامات من لدن الوحي الصادق، والعبقرية الملهمة.
وأول ما تشاهده في هذه الدواوين بوجه عام ذلك التنوق الظاهر في اختيار الأسماء، واختلاق الألقاب للدواوين والأشعار، فإنك تجد فيها "الينبوع والشفق الباكي، واللحن الضائع والغمام الحائر والأعشاب، وتجد بين أسماء القصائد والمقطوعات الحزن الوديع، وزهر الحب، واللهفة الخالدة والبسمة الحزينة، وحلم العذارى، وأنشودة الهاجر"، وهي ترجمة لبعض ما يترامون عليه ويدعون دراسته، والمعرفة برجاله من الأدب الأجنبي مما يصح أن يشعرك أيضا باتهامهم لأدبهم حتى احتاجوا إلى تزيينه بمثل الكلمات المجلوبة، والألقاب المموهة١.
هذه هي الألقاب التي يفتنون في اطلاقها على دواوينهم، وقصائدهم ومقطوعاتهم وذلك هو مظهر التجديد عندهم، على حين أن شعرهم من المعاني الخصبة، والأغراض الكريمة خواء.
١ الأستاذ محمد هاشم عطية من بحث في صحيفة دار العلوم العدد الثاني من السنة الأولى.